الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب مرض زوجي لم أعد أشعر بالرغبة تجاه المعاشرة، فما الحل؟

السؤال

السلام وعليكم.

أنا متزوجة تقريبا منذ 3 سنوات، وزوجي مريض بالفشل الكلوي المزمن، وعلاقتنا الجنسية محدودة، يعني لا نمارسها يوميا، قد تكون أسبوعا أو أسبوعين، وقد تصل إلى شهر دون ممارستها.

في أول الأمر لم يؤثر علي هذا الأمر حتى لو كنت أردت أن يضاجعني، كنت أراه متعبا فلا أطلب منه ذلك، حتى تعودت على هذا الأمر، وأصبحت لا أكثرت بالعلاقة الجنسية، بل أصبحت لا أحب أن يناديني أو يطلب مني ذلك؛ لأني لم أعد أحس بالرغبة، بل أصبحت أتهرب من هذا الأمر، فهل هذا مرض البرود الجنسي؟ وما هو الحل لهذه المشكلة؟ لأني لم أعد أحس بشيء، ولا بالرغبة في ممارستها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم - يا ابنتي- إن ما تعانين منه يسمى برودا جنسيا, والحقيقة هي أن هذا أمر متوقع الحدوث في مثل حالتك؛ لأن الرغبة الجنسية تتأثر كثيرا بالحالة النفسية, ولاشك بأنك تعانين نفسيا بسبب ظروف مرض زوجك, لكن تذكري بأن الأمر خارج عن إرادة زوجك، وهو نفسه يعاني أيضا بسبب نقص رغبته الجنسية وعدم قيامه بواجبه الزوجي بشكل طبيعي.

إن لمرض زوجك دور كبير في ما يحدث له, فمرضه له دور نفسي ودور عضوي, ومن الناحية النفسية, فإن معاناته مع مرض الفشل الكوي المزمن أدت إلى نقص رغبته الجنسية, وبالتأكيد هو يدرك ذلك حتى لو كان لا يناقشه معك, وهذا مما يزيد من شدة العامل النفسي عنده.

ومن المعروف طبيا بـأن الأمراض المزمنة: (كالفشل الكلوي) كثيرا ما تترافق مع درجة ما من الاكتئاب, لذلك حتى لو لم تظهر على زوجك أعراض الاكتئاب, فهذا لا ينفي احتمال إصابته به, لأن أعراض الاكتئاب في الرجل تختلف عن المألوف, وكثيرا ما تتظاهر بنقص الرغبة الجنسية أو بالضعف الجنسي أو بسرعة القذف أو غير ذلك.

بالنسبة للعامل العضوي: وهو الفشل الكلوي, فمن المعلوم بأن وظائف الكلى تتأثر في الفشل الكلوي, مما يؤدي إلى تراكم بعض المواد الضارة في الدم, وهذه المواد تؤثر سلبا على الرغبة الجنسية وأيضا على القدرة الجنسية.

لذلك - يا ابنتي- أرى بأن تتفهمي وضع زوجك من كل النواحي, وأن تجدي له العذر وتساعديه, وأهم مساعدة تقدميها له هي في أن لا تشككي في حبه وإخلاصه لك, وأن لا تأخذي الأمر مأخذا شخصيا, بل أظهري خوفك عليه، وتعلقك به، ورضاك عنه في كل الظروف، وعبري عن ذلك بكلمات لطيفة وحركات ودية, حتى يشعر بأن حبك له غير مشروط، وتمسكك به هو أمر بديهي, هنا سيشعر بأنه يمكنه الاعتماد على علاقته بك, وهذا ما سيزيد ثقته بنفسه ويحسن من معنوياته، وبالتالي سينعكس إيجابا على نفسيته، وقد يحسن من رغبته الجنسية.

وبالطبع - يا ابنتي- إذا كان زوجك أيضا يعاني من الضعف الجنسي أو سرعة القذف فيجب أن يراجع طبيب أمراض ذكورة؛ وذلك للتأكد من عدم وجود سبب عضوي آخر غير الفشل الكلوي, فإن تأكد عدم وجود سبب آخر, فأنصح أيضا بأن يراجع طبيبا نفسيا لتقييم حالته النفسية بشكل جيد.

بقي أن أقول لك: بأن العلاقة الزوجية والحب بين الزوجين يجب أن لا ينحصر في داخل غرفة النوم, فبعض الملامسات والملاطفات البسيطة والقبلات في مثل هذه الظروف يمكن أن تؤمن للزوجين الكثير من الرضا والمتعة، وبالتأكيد ستزيد من الود والألفة بينهما, وهي مشاعر يمكن أن تعوض عن عدم أو قلة حدوث العلاقة الجنسية, خاصة في حال كان هنالك مشكلة صحية عند أحد الطرفين.

أسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً