الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض الاكتئاب وعدم رغبة بفعل أي شيء.

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 27 سنة، أعاني من أعراض الاكتئاب منذ سنوات، ولم أعرف بأنها اكتئاب إلا مؤخراً، وظننتها طبائع سيئة فيّ، كما أعاني من عدم رغبة بفعل أي شيء، وعدم رغبة في الخروج من المنزل أو حضور مناسبات، وعدم رغبة في استقبال الضيوف، وعدم رغبة في حضور محاضراتي أيام الدراسة، وبسبب هذا انقطعت عن دراستي لفترة.

كذلك لدي عدم رغبة في الزواج، لأني لم أساعد نفسي فكيف أكون أسرة وأبناء الشيء الذي لم أعد أحتمله، وهو سبب استشارتي هو أنني لم أعد أستطيع الاهتمام بنظافتي الشخصية، فلا أريد الاستحمام، لأني أشعر بأنه ثقيل علي، وأذهب لدورة المياه أضع ملابسي والمنشفة وشامبوهاتي وفجأة أتركها كلها وأخرج وأعود لسريري، لا أستطيع القيام بأبسط الأمور حاولت كثيرا، قرأت كتبا نفسية وتنمية بشرية ومارست الرياضة تأتيني نشوة مؤقتة بعد فعل هذه الأشياء ومشاعر مرتفعة ثم ما ألبث أن أعود لاكتئابي.

أكثر ما يؤلمني هو قول من حولي: اذهبي افعلي، وكأنه بيدي، لا أستطيع، وحين أغصب نفسي على شيء أبكي كالأطفال.

يقولون لي: لا تفكري سلبياً، ولا تفكري بالماضي، ولا بالمستقبل، وأنا في الواقع لا أفكر بأي شيء حرفياً، ولا أتأثر بفكرة معينة، وأكون جالسة طبيعية لا أفكر بأي فكرة سلبية، لكني لا أستطيع النهوض، وممارسة حياتي مزاجية أغلب الوقت، ومنخفضة، وأشغر بخمول كأني مقيدة مربوطة لا أمتلك أي رغبة بالنهوض أو أي طاقة للعيش لا أكره الحياة ولا أتمنى الموت.

أنا أريد القيام بأشياء طبيعية كالاستحمام والتنظيف والطبخ وحضور المناسبات والزواج! وعندما أرى الناس في سناب شات كيف تخرج وتسافر وتأكل وتتسوق وتتزوج وتنجب وتدرس ماجستير ودكتوراة أقول في نفسي كيف يستطيعون فعل هذا؟!

عندما أرى امرأة تطبخ وتصور طبخها أستغرب من أين تأتي بهذا الروقان، أنا لا أكره نفسي ولا أشعر بالدونية، ولا أتحدث مع نفسي بسلبية، بالعكس أشعر بأني بطلة وشيء رائع، لأني أكملت دراستي وتخرجت رغم اكتئابي، لكني أريد أن أعيش وأمارس أبسط الأشياء مثل البشر.

أفكر بالعلاج النفسي الدوائي لكنني أردت معرفة هل أنا بحاجة له أم لا؟

علماً أني -ولله الحمد- لا أعاني من مشاكل صحية سوى نقص فيتامينات، بسبب سوء تغذيتي، لأني لا أمتلك مزاجاً جيداً لصنع غذاء مفيد لي.

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، افتقاد الدافعية بالكيفية التي تحدثت عنها هو دليل على البحث عن معاقبة الذات، وهذه حالة نفسية يلجأ لها بعض الناس بصورة لا شعورية.

بعض العلماء يرونها من الاكتئاب النفسي، وعقاب الذات يكون بهذه الكيفية، أشياء بسيطة في الحياة كالنظافة الشخصية والاستحمام والاهتمام بالمظهر أن يهملها الإنسان هذا يعني أنه يعاقب نفسه.

عليك أن تقفي مع نفسك وقفات عميقة ويكون لك الإدراك التام أن التغيير يأتي منك أنت، (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لديك الطاقات، لديك المهارات، لديك الإمكانات، ليس فقط أن تهتمي بنفسك، إنما تنطلقي أكثر من ذلك.

اعلمي أنه لا أحد يستطيع أن يغيرك، واعلمي أن الإنسان حين يتلبس في فكرة لا أستطيع، لا أستطيع، فإنه لن يستطيع، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت -ما منعه إلا الكبر- قال: فما رفعها إلى فيه. رواه مسلم.

وفي ذات الوقت الإنسان الذي يتصنع الإيجابيات ويكون دائماً يعيش على الأمل والرجاء ولديه شكيمة والاستمرار في فعل الأشياء هذا التصنع سيتحول إلى حقيقة يعني أنه سوف يعمل ما هو إيجابي، هذا هو الذي تحتاجين إليه، من طريقة في التفكير، وضعي ضوابط لإدارة الوقت، الذي لا يدير وقته لا يدير حياته، عليك بحسن التواصل الاجتماعي هذا مهم جداً.

مارسي شيئا من الرياضة؛ لأن الرياضة تحسن الدافعية، والدعاء (اللهم أني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، الحرص على الصلاة في وقتها تعلمك أشياء كثيرة منها رفع الهمة وترتيب الوقت وحسن إدارته، (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوته)، ما أجمل أن يعلم الإنسان نفسه أن يحدد الأشياء التي يريد أن يفعلها قبل الصلاة والأشياء التي يريد أن يفعلها بعد الصلاة، كوني باره بوالديك وهذا أمر مطلوب، ويعطيك إن شاء الله من خيري الدنيا والآخرة.

العلاج الدوائي أنا أرى أن عقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين سيفيدك لأنه يحسن المزاج ويحسن الدافعية، وهو دواء سليم ولا يؤثر على الهرمونات النسوية ولا يسبب الإدمان ولا يزيد الوزن، ولا يحتاج لوصفه طبية، أنت تحتاجين إلى أن تتناوليه بجرعة صغيرة وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة 4 أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهراً ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تتناولي الفيتامينات بصورة صحيحة لتتحسن صحتك الجسدية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً