الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الثقة بنفسي بسبب المرض وأريد الحياة بشكل طبيعي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد أعوام من قراءة حالات مشابهة لي وحالات أخرى على إسلام ويب وثقت بكم تماما، ربنا يوفقكم ويزيدكم علما.

منذ 6 سنوات ذهبت لأول طبيب نفسي بعد أن تدهورت صحتي النفسية وزادت الأفكار الوسواسية والشك القاتل والهلع والخوف، ولم يستطع أن يشخص الطبيب حالتي جيدا مع أنه من أكبر الدكاترة في مصر، وقال: اكتئاب ذهاني، وأعطاني الدواء ولم يأت بمفعول، وزاد الدواء إلى أن أصبح 12 حبة، ولم يأت بمفعول، فحاولت الانتحار، فقال الدكتور: لابد من جلسات كهرباء، وبعد 8 جلسة، ما زلت على ما أنا عليه.

أخذت القرار متأخرا جدا، وذهبت لطبيب آخر، وشخص حالتي على أنها اضطراب وجداني ثنائي القطب، ومع أخذ دواء (ديباكين 500) تحسنت بنسبة كبيرة إلى أن صار الشفاء بنسبة 90 %، ثم قللت الدواء إلى أن صار حبتين، الآن أبدلت دواء (ديباكين) بعد الزيادة الكبيرة في الوزن إلى (اريبرازول 10مل) حبة واحدة، (وابيكسدون 3 مل) حبة مساء.

السؤال: فقدت الثقة تماما بنفسي بسبب المرض النفسي والدواء والجلسات، فعند محادثة أي شخص جديد لوهلة يأتي على بالي أنه سيعرف أنني مريض نفسي؛ لأنني أتلعثم في الكلام وأقطعه وأعود وأكمل.

أخبرت الدكتور وقالي لي: هذا جزء من مرض اضطراب وجداني ثنائي القطب يسمي القلق الاجتماعي، وعليك بأخذ دواء، وقال حارب القلق الاجتماعي بالخروج كثيرا، فما رأيكم بهذا الكلام؟

وسؤالي الآخر: أنا في كل لحظة أفكر في المرض النفسي تقريبا 24 ساعة، وبالدواء أيضا، فكيف أعيش حياتي طبيعيا؟ أرجو الرد، وشكرا لكم، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تمَّ تشخيصك الآن ومعرفة المرض وتحسَّنتَ، فالأطباء بشرٌ - أخي الكريم - وقد لا يُوفَّق بعضهم في الوصول إلى التشخيص السليم، ويوفَّق آخرون، والحمدُ لله هذا ما حصل معك الآن، وتحسَّنتَ بنسبة كبيرة.

ولكن لم تذكر لماذا خفّفت الدباكين وغيَّرته إلى الإرببرازول والإبيكسدون طالما تحسَّنتَ عليه، لأن الأصل في علاج الاضطرابات الوجدانية هو في مثبتات المزاج، وقد تحتاج إلى الاستمرار فيها لفترة طويلة إذا كنت تتعرَّض إلى انتكاسات من الاضطرابات الوجدانية.

على أي حال: إذا تمَّ هذا التحويل والاستبدال الدوائي عن طريق ومن قِبل الطبيب الذي شخّص حالتك فهو أعلم لماذا غيَّر هذه الأدوية الآن إلى الإرببرازول والإبيكسدون.

الشيء الثاني - أخي الكريم - مع أخذ مثبتات المزاج وضبطها بالجرعة المناسبة - والتي تلعب دورًا محوريًّا في التخلُّص من معظم الأعراض التي يعاني منها مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية - أيضًا العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي قد يفيد في التخلُّص من بعض الأعراض المتبقية، وبالذات الأعراض التي لها علاقة بالأداء الوظيفي، بعد ذهاب الأعراض - أعراض البرد - قد تكون هناك أعراض لها علاقة بالأداء الوظيفي للشخص والعلاقات الاجتماعية التي نتجتْ عن أعراض المرض واستمرارها لفترة من الوقت، فهنا يكون المهم هو العلاج السلوكي المعرفي للتخلُّص من هذه الأعراض المتبقية والتي - كما ذكرت - لها علاقة بالأداء الوظيفي والعلاقة بالآخرين، وهذا يتمّ من خلال التواصل مع معالج نفسي ومع الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً