الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعجبني اهتمامات الفتيات ولا أود أن أكبر.. هل أنا طبيعية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قررت أن أرسل إليكم استشارتي لثقتي بموقع إسلام ويب، وأسأل الله أن أجد فيه الإجابة السديدة.

أنا فتاة أبلغ من العمر ١٧ عاما، -الحمد لله- متدينة وأحافظ على صلاتي.

مشكلتي الكبرى هي أني منذ مدة مرضت، وبعدها بفترة تعافت صحتي -ولله الحمد- لكنني أصبحت أعاني من الوسواس القهري.

دائما إذا أصابني أي شيء صغير كصداع مثلا، أو إرهاق، أبحث على شبكة الإنترنت عن أعراض المرض، وأتخيل أني أعاني منه، وماذا سيحدث في فترة العلاج، أيضا دائما إذا وضعت شيء أتأكد منه مرات كثيرة حتى لا يضيع.

مرة تخيلت أن أحدا يتهمني في شرفي، وأنا لم أرتكب أي منكر، وحزنت كثيرا، أيضا أصبحت أتقزز كثيرا من الطعام وأغسله كثيرا.

مشكلتي الأخرى هي أنني لدي حاجز نفسي من الارتباط؛ فمثلا منذ فترة تقدم شاب لخطبتي، وقد حزنت كثيرا ورفضته.

أيضا عندما أكون في اجتماع عائلي أخشى أن تطلب أي سيدة خطبتي لابنها.

أنا أيضا لا تعجبني اهتمامات الفتيات مثل الموضة، أو المكياج، أو القصص العاطفية، فقط أحب الرسوم المتحركة وبرامج الأطفال، وأي أغاني أطفال، وهكذا فأنا أود ألا أكبر أبدًا، فهل أنا طبيعية، وهل مشكلتي لها حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل لديك بعض الأعراض الوسواسية، وكذلك أعراض القلق التوقعي والمخاوف، واهتمامك برسوم الأطفال وبرامج الأطفال قد يكون فيه شيء من النكوص - أي الرجوع - وأنك لا تودين أن تخرجي من المرحلة الطفولية حتى لا تواجهين تبعات ومسؤوليات اليفاعة والشباب، وكراهيتك لأن تتحدثي لأحد يتقدم لخطبتك أو شيء من هذا القبيل يأتي أيضًا في هذا الإطار، وهذا كله؛ لأنك حسَّاسة وقلقة بعض الشيء.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه ظواهر وليست مرضًا، وأعتقد أنك إذا عالجت الوسواس سوف تتحسَّن أمورك كثيرًا جدًّا؛ لأن الوسواس بالفعل يُعيق صاحبه، خاصة أنه يرتبط أيضًا بالقلق والتوتر وعدم الطمأنينة.

فنسبةً لعمرك أنا أفضّل أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، هذا سيكون أمرًا جيدًا، وتحدثي مع والدتك في هذا الخصوص؛ لأن الذهاب إلى الطبيب يعطيك فرصة للمتابعة، وأنت لا تحتاجين لمتابعة طويلة، وفي ذات الوقت يكتب لك الطبيب أحد الأدوية المضادة للوسواس.

عقار مثل (سيرترالين)، والذي يُسمَّى تجاريًا (لسترال)، أو (زولفت)، ويسمَّى في مصر (مودابكس) سيكون دواء مثاليًا وجيدًا بالنسبة لك، خاصة أنه سليم وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية.

ومن جانبيك حقري الفكر الوسواسي، ولا تدخلي في حواره، أو نقاشه، أو تفصيله أو تشريحه، التغافل عن الوسواس والتجاهل والتحقير هو المبدأ العلاجي الأساسي.

املئي فراغك بما هو مفيد: القراءة؛ الاطلاع، أن تكوني فعّالة داخل الأسرة، الصلاة في وقتها، أن تجتهدي في دراستك... كل هذا سوف يفيدك كثيرًا.

أريدك أيضًا - أيتها الابنة الفاضلة - أن تمارسي شيئًا من الرياضة كرياضة المشي أو أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

إذًا خلاصة الأمر: حالتك بسيطة وبسيطة جدًّا، تحتاج لعلاج دوائي بسيط، وأنت تحتاجين لدواء واحد، وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت تلتزمي وتطبقي ما ذكرته لك من إرشادات.

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً