الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختفت وساوسي لكن اختلال الأنية ما زال مزعجاً!

السؤال

السلام عليكم.
سبق وأن أرسلت لكم عدة استشارات.

أنا كما قلت سابقاً أعاني من وسواس قهري واكتئاب واختلال أنية (Depersonalization)، لا زلت أتناول علاجاً ضد الوساوس والقلق وهو 50 مج من فافرين و40 مج من زيروكسات (طبعاً هذه الجرعات بعد التخفيف).

وساوسي واكتئابي اختفوا -والحمد لله-، وأنا في طور الانقطاع عن الأدوية نهائياً، ولكن اختلال الأنية لا زال مزعجاً جداً ويزداد قبل الخلود إلى النوم وبعد الاستيقاظ، إذ تجدني أحتاج لنصف ساعة تقريباً لأتأقلم وأستوعب أني صحوت من النوم إذ يظل شعوري كأني في حلم مستمر طول هذه الفترة.

خلال حدوث الحالة أشعر أنني غير متحكمة في نفسي وأني سأفقد السيطرة وأتفوه بكلام غير مفهوم أو أقوم بحركات غريبة مع أن هذا لم يحصل سابقاً، ولم يشتك أحد من تصرفاتي أو عدم وضوح كلامي، إلا أني بعد التفوه بالكلام - والذي أحس أني تفوهت به أوتومايكياً - أراجع نفسي وما قلت خشية من كون ما قلته لا معنى له.

الأمر الثاني المزعج هو أحلامي شديدة الواقعية والتي أعجز أحياناً عن تفريقها عن الواقع وهذا يجعلني أتساءل: لمَ لم تشخص حالتي من قبل طبيبتي أو من قبلكم على أنها مرض عقلي؟ مع العلم أن من سمات المرضى العقليين عدم التفريق بين الواقع والحقيقة، لماذا؟! طبعاً أنا أخاف بشدة من أن أشخص بالفصام أو غيره من الأمراض العقلية ولكن في ظروف ما أشتكي منه، ألا يمكن أن أكون مصابة بأي من الأمراض العقلية؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك لك على تواصلك معنا.

أتفق معك تماماً أن الوساوس المرتبطة بخلل الأنية مُزعجة لصاحبها، ولكن أؤكد لك تماماً أنها ليست خطيرة ويمكن التكيّف معها، والعمل على إضعافها، وذلك بتجاهلها قدر المستطاع، رغم علمي التام بأنها تفرض نفسها على الإنسان بشدة، ومن الوسائل التي يمكن أن تقلل من هذه الحالة القيام بتمارين تنفس عميق وبطيء بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة.

أما بالنسبة للأدوية والانقطاع عنها، فأنا حقيقة أكثر ميولاً لأن تستمري على جرعةٍ وقائية من هذه الأدوية، خاصةً وأنها سليمة وغير إدمانية، كما أن استعدادك للوساوس يجعل من الحكمة أن تظلي على هذه الجرعة الوقائية حتى لا تكوني عرضة للانتكاسات المرضية.

الفرق بين المرض العقلي والنفسي معلوم لدى الأطباء المختصين من ذوي الخبرة، وكثيراً ما يختلط الأمر حين توجد وساوس قهرية متسلطة يكون محتواها نوع من الخيالات أو الاكترارات الفكرية، وقديماً اتضح أن الكثير من مرضى الوساوس القهرية قد اعتبرت حالاتهم حالات عقلية، ولكن اتضح فيما بعد أن ذلك ليس صحيحاً؛ وذلك بعد اكتشاف المسارات والموصلات العصبية والمواد الكيميائية التي ربما يكون اضطرابها سبباً في هذه الحالات.

كما أود أن أضيف أن الكثير من الأطباء النفسيين يقومون الآن بإعطاء جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، مثل الدواء المعروف باسم ( رزبريدون) حيث وُجد أنها تدعم وبصورة فاعلة الأدوية المضادة للوساوس؛ مما يساعد في علاج الحالات الشديدة والمستعصية من الوساوس المتسلطة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً