الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك أنني قمت بأفعال أنا لم أقم بها ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تكونوا في أحسن الأحوال، وأود أن أشكركم على ما تقدمونه لنا من مساعدة فكلما كنت حائرا بشأن أمر دخلت موقعكم لأجد الجواب وأرتاح؛ فشكرا لكم على ما تقومون به.

أنا أعاني من مشاكل وعقد نفسية، لا أعلم ما هي وما سببها؟ سأشرح لكم ما أعاني منه، في البداية كنت أعاني من أمور بسيطة كالخوف من قطع الطريق خوفا من أن أصاب بحادث، وكنت أخاف من إشعال النار للاستحمام أو لطبخ الأكل خوفا من أن أحترق، كانت مخاوفي فوق اللازم، لكني تغلبت عليها ، والآن أصبحت أعاني من مشكلة دمرتني، ففي أحد الأيام كنت واقفا في المنزل، وفجأة جاءتني أفكار ليست من إرادتي، هذه الأفكار كانت تأمرني بإيذاء الآخرين، لكني لم أستمع لها، وتعوذت بالله من الشيطان وقاومتها.

المشكلة بدأت في اليوم الثاني، حيث بدأت أشك أنني قمت بتطبيق تلك الأفكار، وقمت بإيذاء الآخرين، رغم أنني متأكد أنني لم أقم بذلك، لدرجة أنني أعيد الموقف في بالي محاولا قطع الشك باليقين بلا فائدة، فالشك يستمر في مطاردتي، فأصبحت خائفا أن يعذبني الله على هذا، وأصبحت كلما استيقظت من النوم أحس بالحزن والاكتئاب، فأصبحت أرى أن الحل الوحيد هو تجاهل الأمر، لكني كلما تجاهلته بدأت أحس بالخوف، وأقول لماذا لم أتجاهله قبل أن يصل بي إلى هذا الحد؟ فماذا أفعل كي أتعالج من هذا المرض النفسي؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو اضطراب الوسواس القهري، وهو يأتي في شكل تشكوك وأفكار متسلطة ومتكررة، ويصحبه قلق وتوتر، ويحاول الشخص دائماً تجاهل هذه الأفكار، أو يحاول أن يتغلب عليها أو أن يحيدها، ولكنه يفشل، مما يسبب له القلق والضيق والتوتر، وهذا ما حصل معك يا أخي الكريم.

علاج الوسواس القهري إما أن يكون دوائيا بمضادات الأس أس أر أيز، وأحسن دواء لعلاج الوسواس القهري الاضطراري هو الفافرين 50 مليجراما، إبدأ بنص حبة ليلاً لمدة أسبوع بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وبعد ذلك استمر عليه لعدة أسابيع أو لشهرين، إذا انقطعت هذه الأعراض فبها، وإلا فيمكنك زيادة الجرعة بمقدار نصف حبة كل أسبوعين، وأحياناً بعض الناس يصل إلى جرعة 300 مليجراما في اليوم من الفافرين.

العلاج الثاني هو العلاج السلوكي المعرفي وهنا تتعلم مهارات معينة لمحاربة هذه الأفكار، من خلال أشياء تفعلها بنفسك، والأفضل الجمع بين الاثنين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي فهذا يؤتي نتائج أفضل، وعند التوقف من الدواء عادة لا تعود الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً