الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم الشخص إن لم يوفِ بعهده؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت فتاة وأريد أن أتزوجها، ووعدتها إن لم أستطع الزواج بها أن أبقى وحيداً طول عمري، فهل وعدي آثم أم صحيح؟ وأتمنى أن يكون صحيحاً؛ لأنني لن أتزوج غيرها ما دمت حياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: اعلم أن التواصل مع الفتيات وربط علاقات الحب والغرام أمر محرم ولا يجوز شرعاً، ومن أراد أن يخطب امرأة فعليه أن يستخدم الوسائل المشروعة في ذلك، وبعلم أهلها، ولا يوعدها بالزواج سراً، لما في ذلك من فتنة ومخالفات شرعية لها آثارها السيئة على دين المسلم واستقامته، وعلى عفة المرأة وشرفها.

لذا يجب عليك وعليها التوبة الصادقة من تلك العلاقة، والإقلاع عنها، والندم على ما فات، وكثرة الاستغفار والأعمال الصالحة حتى يغفر لكما ما قد سلف.

ثانياً: وعدك لها بالزواج صحيح، ويجب عليك الوفاء به، ولا يجوز لك أن تخلفه، لأن الوفاء بالوعد والعهد من صفات المؤمنين، وإخلافهما من صفات المنافقين، كما جاء عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " أربع مَن كنَّ فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة من أربعة: كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلفَ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر " رواه البخاري ومسلم.

المؤمن الذي يواعد الناس ويخلف وعده إما أن يكون معذوراً أو لا يكون كذلك، فإن كان معذوراً فلا إثم عليه، وإن لم يكن معذوراً كان آثماً، ومن الأعذار المباحة لعدم الوفاء لها بوعدك عدم صلاحيتها للزواج، لقلة دينها أو ضعف استقامتها ونحوه من الأسباب الشرعية المعتبرة، ففي هذه الحالة تبين له سبب التخلف عن الوفاء، فإن أصلحته وفيت لها بالوعد، وإن لم تصلحه جاز لك خلف الوعد معها لتحقق سببه المعتبر.

ثالثاً: قولك (إن لم تستطع الزواج بها أن تبقى وحيداً طول عمرك) ففي هذا تشديد على نفسك ومنعها من حق لها، وتحريم ما أحل الله لك من غيرها، وهذا لا يجوز، فعليك للتخلص من هذا عند عدم قدرتك على الزواج منها لسبب أو لآخر كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، وجبة كاملة لكل مسكين، فإن كنت فقيراً صمت ثلاثة أيام، (ثم تزوج بها إن صلحت لك أو تزوج بغيرها).

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً