الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لشاب يرغب في الزواج بثانية أعجب بها

السؤال

أنا رجل متزوج وعندي (3) بنات، أحب زوجتي كثيراً وأحب بناتي كذلك، ملتزم بفضل الله وأسعى لرضا الله تبارك وتعالى.

التقيت بفتاة متبرجة أثناء عملي وأصبح هناك تعامل بيني وبينها ضمن حدود العمل، لم يكن في صدري شيء لها، وبعد فترة بدأت أميل إليها بصدق وتأكدت من ذلك من خلال أمور أعرفها في نفسي، وأعجبتني أخلاقها فهي خجولة ومحتشمة في لبسها ولا تخالط الرجال، وكم تمنيت أن تكون ملتزمة بدينها وقد بدأت أدعوها للالتزام والحجاب.

المشكلة أنني فعلا بدأت أشعر أنني أحبها بصدق لا أدري كيف ولماذا، ربما كان حياؤها سبباً في إعجابي بها، لم أكن أتخيل يوماً أنني قد أتزوج ثانية لكني في حيرة من أمري، مع العلم أن مشاعري نحو زوجتي لم تتغير، بل بدأت أشعر أن محبتي لزوجتي الحالية تزداد مع شعوري بمحبة تلك الفتاة، لم يكن جمالها سبباً في حبي لها فقد رأيت من هو أجمل منها ولم يكن ثمة شيء.

لا أدري ماذا أفعل، هل أصارحها مع وجود شعور لدي أنها تبادلني نفس المشاعر، والمشكلة الأخرى أن زوجتي لا تتقبل فكرة الزواج من أخرى فهي تحبني حباً لا يوصف، وتقول دائماً: إنها لا تحتمل أن يشاركني فيها أحد، فماذا أفعل؟ فأنا لا أريد أن أدخل في أي سبب للخطأ ولا أريد أن أظلم زوجتي، وأحب الهداية للفتاة التي أحببتها.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الإسلام أباح للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، شريطة أن يتحرى العدل وأن يكون للمسئولية أهلاً.

وإذا كانت تلك الفتاة متبرجة، فأرجو أن تبتعد عنها حتى تتأكد من التزامها بالحجاب والستر، ولا بد أن تتذكر أن علاقتك بها ينبغي أن تكون محدودة جداً، ولا شك أن عملك في وسط فيه نساء سوف يعرضك لكثير من الفتن، فإن ديننا يباعد بين أنفس الرجال وأنفس النساء، ولست أدري ما هو وضعك في العمل، وهل لا بد لك من التعامل مع هذه الفتاة؟ وهل أنت رئيسا لها أو هي أعلى درجة؟ لأن هذا له صلة بما يظهر لك من الحياء، وقمة الحياء أن ترتدي المرأة الحجاب، وأن يكون التزامها لله لا لدنيا تصيبها أو رجل تفوز به.

والمسلم لا يتوسع في النظر إلى النساء؛ فإنما لك الأولى وليست لك الثانية، فاحفظ بصرك حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، واتق الله في نفسك فإنه لا يجوز لك تقليب النظر في وجوه النساء، والمقارنة بين جمالهن؛ لأن الله يقول: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... ))[النور:30].

وإذا كانت زوجتك الأولى ملتزمة وأنت مرتاح في صحبتها؛ فاحمد الله على ذلك وقابل وفاءها بالوفاء، مع ضرورة أن نذكر أنه ليس من حق المرأة أن تمنع زوجها من الزواج بثانية وثالثة إذا رغب في ذلك؛ لأن هذا مما أباحته هذه الشريعة لحكم عظيمة، فقد لا تكون الواحدة كافية وقد تكون لها ظروف تمنعها من القيام بواجباتها كأنثى، وقد يخشى الرجل على نفسه من الزنا ولا يطيق الصبر خاصة مع كثرة التبرج والعياذ بالله.

والمسلم إذا لم يتبين له وجه الصواب يصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير، ثم يستشير الصالحين من إخوانه، ولن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه، وليس في العجلة خير، ولذا أرجو أن تعرف أحوال تلك الفتاة وأسرتها فإذا رغبت فيها فعليك بأن تأتي البيوت من أبوابها واجعل نظرتك للأمور شاملة، واختبر قدرتك على العدل وهمتك في تحمل المسئولية والصبر على الصعوبات ورجح بين المصالح والمفاسد، فإذا عزمت فتوكل على الله.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً