الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفض الخاطب لأن مستواه الثقافي مختلف عني.. فهل أنا مخطئة؟

السؤال

السلام عليكم..

أبلغ من العمر 27 عاما، عزباء، ولي شروط خاصة فيما يتعلق بشريك حياتي، كأن يكون ذا دين وخلق، ملتزما وذا مستوى ثقافي، إنسانا واعيا، والمستوى المادي لا يهمني، لكن أريده أن يقبل عملي في التعليم.

أنا إنسانة متدينة، وأعرف واجبي تجاه ربي وزوجي وأولادي، وسأعطي كل ذي حق حقه، فإن وجدت نفسي مقصرة سأتوقف عن العمل، يعني كأني أريد نسخة عني.

بالمختصر المفيد: أريد إنسانا يستحقني، بالرغم من أني متأكدة أن هناك إنسانا قد كتبه لي ربي سيكون زوجي، يعني عند رفضي لأحد لأنه رفض أن أعمل كمعلمة، ومستواهم الثقافي وتفكيرهم ومحيطهم ليس هو الذي أريد العيش فيه أنا وأولادي مستقبلاً.

أسئلتي هي:

هل فعلت الصواب بالرفض أم أني مخطئة، رغم أني صليت الاستخارة.

هل لي الحق في هذه الشروط التي وضعتها أم أني بالغت؟

هل علي ذنب؟

وهل قناعتي في محلها أن ربي كتب لكل شخص شخصا سيكون شريك حياته؟

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المعيار الشرعي في قبول الزوج أو رفضه هو الدين والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

وما ذكرت من شروط لك في شريك حياتك لا بأس بها، ولا حرج عليك فيها، ولم تتجاوزي فيها المباح ولا تعنت فيها، ولكن ربما طبيعة بعض الأشخاص لا يرغب بعمل زوجته، وهذا من حقه كزوج، فإذا كان الزوج صاحب دين وخلق، وكنت شديدة الرغبة في الزواج، وتخشين على نفسك الفتنة من تأخر الزواج؛ فلا بأس بالتنازل عن بعض الشروط، مثل: العمل ونحوه .

وكونك رفضت أحد المتقدمين إليك لتخلف بعض الشروط فيه بعد صلاة الاستخارة وعدم اطمئنان نفسك إليه؛ فذلك تصرف صحيح ولا إثم فيه، والخيرة فيما اختاره الله لك.

واعلمي أن الزواج أمر مقدر ومكتوب ومحدد بزمن كتبه الله فيه، فلا يقلق الإنسان من تأخره، بل يرضى بما قسم الله له، بعد الأخذ بالأسباب لتحصيل ذلك القدر، ومنها الدعاء والتضرع إلى الله، مع كمال التوكل على الله سبحانه، والرضى بقضائه؛ حتى تطمئن النفس وتستقر، ولا تصاب بالقلق والاضطراب، وما كتبه الله سيكون بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً