الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بألم في الكلى بعد تناول أطعمة معينة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ألم في الكلى، يبدأ بعد أكل الأطعمة التي تحتوي على بروتينات، مع الإحساس بطعم معدني عند الاستيقاظ، فتطورت الحالة وأصبحت عضلات قدمي والمفاصل في حالة ضعف، علما بأنني أتناول البنادول كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحب أن أطمئنك -أخي الفاضل أحمد- بأنه غالبا ليس لديك ألماً كلويا، فما تصفه من ارتباط الألم في الخاصرة بتناولك الطعام وبخاصة البروتينات يذهب بنا في اتجاه القولون والجهاز الهضمي عموما، فلعله من نافلة القول أن نقول بأن ألم الخواصر يشترك فيها عدد من الأجهزة الداخلية للإنسان منها الجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والجهاز العضلي، ولنوضح أكثر فإن الإمساك قد يؤدي إلى الشعور بألم الخواصر، كذلك بعض أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، بل وأن هناك أمراضا أخرى غير أمراض المسالك البولية تسبب آلام الخواصر مثل تشنج العضلات من الجلسات الخاطئة، والعادات السيئة، أو الكدمات، أو مشاكل انزلاقات الغضروف في الظهر، أو حتى أمراضا عصبية مثل ما يعرف بالحزام الناري وغيرها، ومما يعزز شكي في أن المسبب لآلامك هنا هو الجهاز الهضمي هو ارتباط هذه الآلام بتناول البروتينات والتي في كثير من الأحيان، قد تطهى بطريقة فيها الكثير من البهارات أو الدهون مما قد يهيج القولون.

أما آلام الجهاز البولي فإنها من النادر جدا أن تكون مصاحبة لتناول الطعام، وغالبا ما تكون مصاحبة بأعراض أخرى مثل الألم الرجيع أو المحال، بمعنى أن يكون المرض في مكان ما وينتقل الألم إلى مكان آخر مثلما أن يصاب الإنسان بالتهاب في الحلق واللوز مثلا إلا أنه يشعر بآلام مصاحبة في الأذن السليمة.

وفي حالة المغص الكلوي فإن الألم المحال غالبا ما ينتقل إلى المنطقة الأربية أو أسفل البطن، أو حتى إلى كيس الصفن، وهناك أعراضا أخرى قد تكون موجودة مثل الحرقان البولي، وكثرة التبول، والعجلة البولية، وحتى صعوبة التبول في بعض الأحيان.

أما الأعراض الأخرى من وجود ظاهرة الضعف العام، وآلام الأقدام والمفاصل فإن هذه لا علاقة لها بالجهاز البولي إلا في حالات الفشل الكلوي المتقدمة جدا، وهذه بحمد الله غير واردة في حالتك، أنصحك بزيارة طبيبك في المركز الصحي والذي قد يقرر إجراء بعض الفحوصات مثل نسبة الهيموجلوبين فيتامين (د) في الدم، وكذلك في أحوال نادرة قد يطلب لك وطائف الكلية والكبد وهرمون الغدة الدرقية مثلا.

أما بالنسبة للكلى ولكي يرتاح بالك فإنني أنصحك ابتداء بعمل تحاليل بسيطة مثل الكشف البولي المختبري، وإجراء فحص للبطن عن طريق الموجات الصوتية أو باستخدام التصوير الطبقي بدون صبغة ومن ثم التوجه إلى الطبيب المختص في الجهاز الهضمي لإجراء الفحوصات وابتداء العلاج اللازم.

أما بالنسبة للمبالغة في استخدام البنادول أو الباراسيتامول فإنني أنصح بشدة بالتقليل منه فإن هذه مادة كيميائية غريبة عن الجسم، ويستحسن التقليل من أخذها، وهل تعلم أن حالات التسمم بالبنادول قد تؤدي إلى حدوث فشل كبدي -لا سمح الله-، وإن هذه الحالة إن حدثت فإن علاجها الوحيد هو إجراء عملية زرع كبد لا سمح الله؟

عافانا الله وإياكم من ذلك، وحفظكم بصحة وعافية اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً