الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نزول قطرات بول لا إراديا بعد التبول، هل تدل على مرض خطير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنة شعرت بصداع في الرأس، فزرت طبيبا مختصا في الأعصاب والمخ، وقمت بفحوصات بالأشعة، وكانت سليمة، -والحمد لله- وأعلمني الطبيب أن السبب يعود إلى حالتي النفسية؛ لأني أشعر بقلق شديد، ثم زال الألم، وبعد سنة تقريبا وإثر موت زميلي -رحمه الله- عاودني الألم من جديد، وزرت الطبيب المعالج مجددا، وقام بفحص روتيني (أي الحركات وما شابه ذلك) ووصف لي دواء مهدئا، ولكن بعد أسابيع أصابني ألم في منطقة أسفل القضيب، وحرقة بعد التبول، وقمت بفحوصات البول، وصور البروستاتا، وكلها سليمة، -والحمد لله-.

الآن لا توجد حرقة، ولكن لاحظت أن هناك قطرات من البول تنزل لا إراديا بعد عملية التبول، ثم بعد ذلك شعرت بالدوار، وآلام في الرقبة قبل أسبوع، ومنذ ثلاثة أيام تقريبا زالت هذه الأعراض، ولكن بقيت قطرات البول.

فهل هذا يرجع إلى حالتي النفسية أم إلى شيء خطير في المخ أو الأعصاب؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

أخي: من الواضح أن الأعراض الجسدية والتسارع عندك من خلال القلق، أو حين تكون تحت أي مؤثر نفسي، أو وجداني عاطفي، أو أي حدث حياتي، فلديك قابلية للأعراض النفسوجسدية.

الصداع الذي اشتكيت منه هو في الغالب ما يسمى بالصداع العصبي أو العصابي، حيث إن القلق كثيراً ما ينعكس على عضلات فروة الرأس ويؤدي إلى انشدادها، وهذا قطعاً يظهر في شكل ألم.

موضوع الألم في منطقة أسفل القضيب وحرقة البول قد يكون سببه شيء من الالتهابات، هذا لا نستطيع أبداً أن نقول إنه غير موجود على الإطلاق، لكن ما دام الطبيب قد فحصك، وأكد لك أن أمورك كلها سليمة، فهذا أيضاً يجب أن تقتنع به.

وجود قطرات البول الآن أعتقد أنه من الأسلم أن تقوم بعمل مزرعة للبول حتى تتأكد أنه لا توجد مثلاً التهابات أو شيء من هذا القبيل، وأنا أؤكد لك أن الرابط ما بين الأعراض الجسدية من النوع الذي تحدثنا عنه والقلق النفسي موجود، هذا الرابط موجود، أي أن بعض الناس يحدث لهم القلق الداخلي -أعراض جسدية-، لكن هذا لا يعني أبداً أن نهمل صحتنا الجسدية بحجة أن السبب دائماً نفسي، لا، الإنسان يهتم بصحته الجسدية، لكن أيضاً يجب أن لا يكون الأمر لدرجة الوسوسة والتوهم.

توكل على الله أنت -الحمد لله- بخير، اذهب لطبيب المسالك -إن كان ذلك ممكناً- لتقوم بفحص البول وعمل مزرعة له، أو أي فحص آخر يراه الطبيب، ويجب أن تقتنع بعد ذلك بما يقوله لك الطبيب.

من ناحيتي أقول لك: أنت تحتاج لأحد الأدوية المضادة للقلق والتي تساعد في الأعراض النفسوجسدية، الدواء يسمى سلبرايد، والجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بكبسولة واحدة قوة الكبسولة 50 مليجرام، تناولها بانتظام لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة يومياً يمكن أن تتناولها صباحا أو مساء لمدة شهراً آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي: أنت لم تذكر عمرك، وأهمية العمر هنا مرتبطة بموضوع البروستاتا؛ لأن بعد عمر الأربعين مثلاً ربما تتضخم البروستاتا لدى بعض الناس، هذا ليس من الضروري أن ينطبق عليك، عموماً أرجو أن لا تقلق، ولا تتوهم، الأمر ليس له علاقة أبداً بالمخ أو الأعصاب -إن شاء الله- مخك سليم، وكذلك أعصابك سليمة، هي أعراض جسدية ناتجة من القلق، وأنا أقول لك حاول أن لا تتنقل بين الأطباء كثيراً، لكن اجعل لنفسك طبيبا واحدا تثق فيه كطبيب الباطنية مثلاً، أو طبيب الأسرة، تراجعه مثلاً مرة واحدة كل أربعة أشهر، هذا مهم جداً ويفيد الإنسان كثيراً، ويبعده عن ما نسميه بالتسوق الطبي، أي التنقل بين الأطباء.

أخي الكريم: حاول أن تعيش حياة صحية، حياة صحية تعتمد على الغذاء المتوازن، على النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي المثمر، الحرص على العبادات، التطور المهني، هذا كله يجعل الإنسان يحس بالفعل أنه في وضع صحي سليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً