الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الحياة لا تطاق، وأحيانا أفكر بفسخ الخطوبة.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع، وجميع الطاقم الكريم.

معاناتي بدأت منذ أربع سنين تحديدًا بعد نوبة هلع في وسط السوق، بعدها أصبت بأعراض نفسوجسدية، وخوف، وقولون، ورهاب الساح، واكتئاب، تأقلمت مع الوضع، ولم أشتك يوما، ولم أتذمر، لكن كان ذلك يزعجني كثيرا، وينغص عليّ متع الحياة المعيشية، كنت أتحدى خوفي، وأخرج المرة تلو المرة، لكن بلا فائدة، حتى سافرت برًا وجوا، ولكن المرض كان أقوى مني، لا أخفيكم أحيانا كثيرة كان يهزمني المرض.

كنت أتعامل مع الناس بشكل راق، أتجنب الانفعالات لكي لا أصب كامل غضبي على الشخص، أعترف أن المرض حطم حياتي وعلاقاتي، لكنه لم يستطع تغيير شخصيتي.

سابقا مع المرض كنت أحضر المناسبات رغما عني؛ لأني كنت أضيق الخناق على المرض ولا أريد أن أشعر بذنب وضعف، الآن أتكلم في المهم بعد أن بلغ السيل الزبى في ليلة شعرت بخوف حقيقي من الدنيا، ومن نفسي، أسرعت للدكتور وكتب لي على سبرالكيس 10 بعد رابع يوم، شعرت بتحسن كبير جدا بنصف حبة، عدت للحياة بقوة، علمت أنه كان يجب عليّ التداوي، ومن غير دواء لن أشفى، أعلم أنه مهما بلغت قوتك لن تصلح الخلل الذي في كيمياء الدماغ، الآن لا أذهب للمناسبات، بصراحة لا تهمني نظرة الناس مع المرض بعد المرض، أنا أفكر كيف أرضى.

بعدما خطبت تغيرت حياتي للأفضل، وأشعر بطعم الحياة، أتواصل مع خطيبتي في الجوال، أحيانا يأتيني شعور باليأس الكامل من الحياة، وأشعر أن الحياة لا تطاق، أفكر أحيانا جديا بفسخ الخطوبة، أحيانا أجرحها في الكلام بعدها تعطيني حظرا، أجلس أبكي ويضيق صدري، ثم أرجع أعتذر وتسامحني، بعدها بفترة تأتيني حالة يأس كامل من الحياة، أفكر جديا بفسخ الخطوبة يليها بأيام أشعر بسعادة أنها موجودة بحياتي.

الآن لا أستطيع تحمل حتى الألم البسيط، أشعر من خلاله بكره كل شيء، أحيانا إذا أصبت بزكام أبكي وأشعر باليأس من كل شيء، وبعدما أتعافى أرجع لوضعي الطبيعي، لا أعرف لماذا أصبحت هكذا.

سابقا كنت أشعر بالتعب والإرهاق، وكتمة أغلب الوقت، وكنت متفائلا وصبورا، وأتفاعل أحيانا كثيرة، وأفضل الوحدة، أنا الآن أكملت سنة على علاج سبرالكيس 10.

أخبرني الدكتور بأنه سوف يبدأ بتنزيل الجرعة في الأيام المقبلة، هل تشافيت؟ هل أنا تعافيت من المرض؟ وبماذا تنصحونني؟ هل لحالتي تشخيص عندكم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك -أخي- على استشاراتك هذه للشبكة الإسلامية، وكما تفضلت فإن حالتك قد بدأت بقلق المخاوف ونوبة الهرع التي تحدث في الأماكن العامة بالفعل لها صدى سلبي جداً على الإنسان، وقد تجعل الإنسان يعيش في حالة من القلق التوقعي والخوف والرهبة.

الحمد لله تعالى أنت تجاوزت كل هذا بصورة جيدة وفاعلة جداً، وأعتقد أن الذي بقي عندك الآن هو أعراض قلقية مع شيء من عسر المزاج، والقلق التوقعي أيضاً لا زال موجود مثلاً موضوع الخطبة والصعوبات التي قد تواجهك في الزواج هذا أعتقد أنه نوع من القلق التوقعي التشاؤمي، وليس أكثر من ذلك.

أخي: اسع إلى أن تكون إيجابياً في أفكارك وأفعالك وسلوكك ومشاعرك، متى أتتك فكرة سلبية حقرها، لا تدخل في تداولها أو محاوراتها أو نقاشها أو تحليليها، بل قم باستبدالها بفكرة إيجابية مضادة تماماً، ويا أخي حسن التواصل الاجتماعي، فيه خير كثير جداً للناس، فهو يبني نسيجاً اجتماعياً جيداً وتحس بقيمتك الذاتية، وهذا يقلل كثيراً من القلق والخوف والوسوسة، كما أن حسن إدارة الوقت وتجنب الفراغ بقدر المستطاع يبعد الإنسان من الكثير من الهواجس والوساوس والمخاوف، فأشغل نفسك بنمط الحياة الإيجابي هذا هو المطلوب وهذا هو الذي يجب أن تجعل حياتك تتجه نحوه.

بالنسبة للسبرالكس هو دواء رائع جداً، ودواء غير تعودي وغير إدماني، مواصلتك مع الطبيب واستشارته قطعاً سوف تكون ذات نفع كبير لك فيما يتعلق بتناول الدواء، وما دام الطبيب قد ذكر لك أنه من الأفضل أن تتوقف عنه بالتدرج فلا مانع في ذلك، لكن إن كنت تشعر أنه لا زالت الأعراض مهيمنة، فأقترح عليك أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام يومياً لمدة شهرين مثلاً، ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تخفضها بأن تجعل الجرعة 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وأفضل وسيلة لمنع الانتكاسات أن تحس أنك بالفعل أصبحت في صحة نفسية إيجابية، هذا من خلال الممارسات السلوكية التي تحدثنا عنها سلفاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً