الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة مخطوبة شرط زواجها بعد التخرج لكنها ترسب فهل تخبر أباها أم تكتم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبعث إليكم أنا وخطيبتي بهذه المشكلة راجين من الله أن تعينونا بحل لها.

خطيبتي في الفرقة الثانية بكلية الهندسة ولم يقدر الله لها النجاح فيها مرتين من قبل، وهي الآن فيها للمرة الثالثة، وكانت خطيبتي عندما ظهرت النتيجة لم تخبر أهلها بها خوفاً على أمها، ولكنها أخبرت أختها فقط – وهي إنسانة مؤتمنة – وكانت خطيبتي قررت أن تنجح هذه المرة وتخبرهم عند نجاحها بحقيقة أنها لم تنجح العام الماضي؛ مما يعني أنهم يظنون أنها في الفرقة الثالثة الآن والعام القادم في الفرقة الرابعة والنهائية.

ثم جئت أنا وخطبتها وقد أخبرتني في أول لقاء للتعارف بيننا وقبل كل شيء بهذا الأمر، وعند الاتفاق بحضور الرجال بين أبي ووالد خطيبتي كان شرطه الوحيد أن تنهي الدراسة قبل الزواج، وتكلم أبي على أنه بعد عامين بغض النظر عن الإنهاء، لكن والدها أعاد نفس كلامه – لا زواج إلا بعد الدراسة - وقام والدي بإعادة كلامه هو الآخر وترك الموضوع غير محسوم، فنحن الآن في حيرة؛ ماذا نفعل؟ أتخبرهم خطيبتي بعد نجاحها هذا العام بهذا الأمر، أم لا تخبرهم وبعد الزواج تكمل السنة الباقية؟

لكن الحل الأول له نقاط ضعف:
1- أننا نخاف أن يرفض والدها إتمام الزواج قبل إنهاء الدراسة.
2- أو يوافق وهو مضغوط وتحت حرج للكلام الذي تكلم فيه مع والدي وهو بعد عامين.
3- وعند سؤال خطيبتي - وهي تعرف أباها جيداً – عن ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم قالت: إنها لا تضمن رد فعله، وخطيبتي قالت لي: إنها لا تريد حدوث أي مشاكل طوال فترة الخطبة، فماذا نفعل؟

علماً بأننا نريد أن نعقد هذا الصيف - نكتب الكتاب - وهذا أيضاً فيه معارضة من أهلها – بعد أن جست هي نبضهم في هذا الأمر وقالت أمها لها: إن أباك لن يوافق، لأنه يخاف على دراستك، ولو نصحتمونا بأن نخبرهم بالحقيقة، فهل تنصحون بأن تخبرهم خطيبتي بأنها أخبرتني عن نتيجتها قبل الخطبة أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولن يندم الإنسان على صدقه لكنه يندم على الكذب، وأحسن من قال:

الصدق في أقوالنا أقوى لنا والكذب في أفعالنا أفعى لنا

ولا بد من الوضوح في مثل هذه الأمور، وكان بالإمكان التدرج في نقل خبر الرسوب إلى أهلها، وإعلان رغبتك في إتمام مراسيم الزواج ثم تكمل بعد ذلك دراستها، مع ضرورة إظهار حرصك على إكمال مشوارها العلمي، فليس من المصلحة أن تكون فترة الخطوبة؛ طويلة خاصة مع عدم ملاحظتكما للضوابط الشرعية والتوسع في العلاقات العاطفية التي قد تكون هي سبب الرسوب المتكرر.

ولا شك أن الاستقرار النفسي الذي يتحقق بالزواج مما يعين على النجاح في الدراسة، وخير البر عاجله، ولا أظن أن أهل الفتاة يقفون في طريق زواجها من أجل تعثر دراستها.

وأرجو أن تخلصوا في الدعاء، وتحرصوا على طاعة الله وتقواه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4].

ونسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً