الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الخوارج الانقباضية فهل الايزوبتين مناسب لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما، أعاني من svt تأتي كل سنتين مرة، وأحيانا لا تأتي كل أربع سنين، وأعاني من pvcsخوارج بطينية، تم اكتشافها عن طريق مسجل الحدث هولتر، وأحيانا أعاني من ضيق نفس مع خوف وقلق، وأحيانا تأتيني رجفة تحت الجلد، أجريت فحوصات الايكو طبيعي، وقسطرة تشخيصية للشرايين عن طريق اليد -والحمد لله- طبيعية، وفحوصات دم وغدة وكولسترول كلها طبيعية -والحمد لله- ووصف الطبيب لي دواء ايزوبتين 240mg كل يوم حبة مساء.

أرجوكم أن تردوا على سؤالي، ما الذي أعاني منه في قلبي؟ وهل svt وpvcs خطيران؟ وهل الايزوبتين 240mg مناسب لي؟ وكم المدة اللازمة لتناول الدواء؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت تعرف أن هذه الخوارج الانقباضية كثيرة جدًّا، وغالبًا ما تكون مرتبطة بالقلق، وفي بعض الأحيان لا يُعرف لها سبب مطلقًا، والرئيس الأمريكي (جورج بوش) الأب، أكثر من عانى من هذه الحالة، لدرجة أنه شكَّل جمعية للذين يُعانون من هذه الحالة، حتى يؤازر بعضهم بعضًا، هي قطعًا حالة حميدة فيما أعرف، وأنا طبيب نفسي ولستُ مختصًّا في القلب، ولكن الحمد لله تعالى أُلِمُّ أو أعرفُ هذه الحالة تمامًا، والذي أطلبه منك - أيها الفاضل الكريم - هو المتابعة مع الطبيب، هذا مهمٌّ جدًّا.

الأمر الآخر: أن تُقلِّل الضغوطات الحياتية على نفسك بقدر المستطاع، وأن تتجنب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي الشديد، وإن كان ممارسة الرياضة يُعرف عنها أنها تُجهض الخوارج الانقباضية.

ونصيحتي الأخرى لك هي: أن تنام النوم الليلي المبكر، هذا يُساعدك، ويجب أن تمارس التمارين الاسترخائية، هذه تساعدك كثيرًا في التخلص من الخوف والقلق والضيق، واحرص كذلك على أذكار النوم، وتجنب مكونّات النيكوتين، والكافيين قطعًا فيه فائدة كبيرة جدًّا للتخفيف من هذه الحالات. والمتابعة سوف تطمئنك كثيرًا، المتابعة مع الطبيب.

في بعض الأحيان نعطي بعض مضادات القلق والمخاوف، أنا شخصيًا أنصح في بعض الأحيان بالعقار الذي يُسمى (استالوبرام) واسمه التجاري (سبرالكس)، هذا نعطيه بجرعة صغيرة في بعض الحالات، لكن لا أريدك أن تأخذ هذا الدواء في الوقت الحاضر، حاول أن تُطبِّق الآليات الطبيعية التي ذكرتها لك، ومن خلال المتابعة إن كانت هنالك حاجة للدواء سوف يقوم طبيبك بوصفه لك.

ختامًا: الحالة حالة بسيطة، وحالة حميدة، قد تكون مزعجة لكنها ليست خطيرة، هذا أؤكده لك تمامًا، وسوف يتفضل أيضًا أحد الأخوة من أطباء الباطنية أو القلب بالمساهمة في توجيه بعض الإرشادات لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
________________________________________

انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة الدكتور محمد مازن، تخصص باطنية وكلى:
________________________________________

إن خوارج الانقباض عبارة عن ضربات زائدة عن الضربات النظامية للقلب، وتكون أقوى من الضربات العادية، وتسبب بعدها توقف القلب لمدة قصيرة, ويمكن لهذه الحالة أن تترافق مع الشعور بسماع نبضات القلب عند النوم أو بصعوبة في التنفس أو التعب والإعياء, وهي غالبا ما تنتج عن القلق أو التعب أو فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية, وتعتبر خوارج الانقباض سليمة خاصة في سن الشباب, ومن الناحية الطبية لا تحتاج للدراسة الموسعة، إلا إذا كانت متكررة بشدة، أو كانت ضربتين أو ثلاث ضربات بنفس الوقت, وفي هذه الحالة يمكن أن تعالج بالأدوية المنظمة لدقات القلب بعد إجراء الدراسة الطبية المناسبة.

ينصح بالتخفيف من المنبهات (القهوة والشاي والكولا) والابتعاد عن السهر، وتنظيم أوقات النوم، وبالنسبة لحالتك ينصح باستمرار المتابعة الطبية مع طبيبك المعالج, ولا ينصح بإيقاف الدواء إلا بالإشراف الطبي المباشر، مع اتباع النصائح الواردة في استشارة الأخ المستشار د. محمد عبد العليم.

نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً