الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس في الطهارة والخوف من الوقوع في الطلاق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد: فأنا شاب أعاني من مرض الوسواس القهري منذ الصغر قبل عشر سنين أو أكثر، حيث بين فترة وأخرى تنتابني أفكار تسلطية، أولاً كنت أشك في الطهارة حيث أبقى في الحمام للضوء ما يقارب الثلاث ساعات، والحمد لله تخلصت منها.

من ثم جاءتني وساوس في أن أحداً يمشي خلفي ويلمسني وبقيت قرابة السنتين أو الثلاث، والحمد لله تخلصت منها، وبقي القليل منها، ومن ثم الشك في الصلاة، حيث إنني تركت الصلاة بعد الشك القوي والمبكي، في أغلب الأحيان أحتاج إلى أن أعض لساني لكي لا أتكلم في الصلاة!

بعدها ذهبت إلى المستشفى في سنة 2002 في شهر 11 حيث إنني أتعالج من ذاك الحين إلى الآن، أتعاطى الفافرين 250 والأنفرانيل 50، ولكن قبل أسبوعين بدأنا في تغيير الفافرين إلى Risperdal 2mg، ولكن الآن المشكلة أنني أعاني من وسواوس قوي جداً في الطلاق، أخاف من الزواج حتى لا أقع في الطلاق بمجرد اللفظ!

السؤال هو: هل أستمر في الدواء أم أستبدله بعد استشارة الطبيب؟ وما الحل في هذا الوسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الوساوس القهرية مُزعجة ومؤلمة، ولكن بفضل الله يمكن التخلص منها .

أعتقد أن العلاج السلوكي سيكون مفيداً جداً في حياتك، وذلك بجانب العلاج الدوائي .

أرجو أن تحدد كل الأفكار الوسواسية التي تُعاني منها، ثم تحدد بعد ذلك الفكرة المضادة لهذه الفكرة السلبية، وتكرر الفكرة الجديدة عدة مرات في اليوم؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى استبدال الفكرة السلبية بفكرةٍ إيجابية جديدة، ومن التمارين النفسية أيضاً الذي يمكن أن تقوم بها، هي أن تفكّر في الفكرة السلبية الوسواسية، ثم توقع الألم بنفسك، كأن تضرب يدك بشدة على سطح صلب، ومع كل فكرة وسواسية تأتيك يجب أن تقوم بذلك، وتكرره عدة مرات، ويمكن أيضاً أن تحادث نفسك بأن تقول: لا لا لا، هذه فكرة سخيفة، هذه فكرةٌ وسواسية .

أما بالنسبة للأفعال والشكوك في الصلاة والوضوء، فقد أفتى العلماء جزاهم الله خيراً، بأن يبني الإنسان على اليقين، وأن لا يعيد صلاته أو وضوئه أبداً .

أرجو أن لا تتردد في موضوع الزواج، وأن تقدم عليه، والخوف من أنك سوف توقع الطلاق، هذا لن يحدث إن شاء الله، كما أن العلماء الأفاضل والمشايخ، قد أفادونا حين ناقشنا معهم هذا الموضوع بأن الطلاق اللفظي في هذه الحالة لا يُعتبر واقعاً.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأرى أن تخفض جرعة الرزبريدال إلى واحد مليجرام فقط، وتوقف الفافرين، وتبدأ في تناول البروزاك بمعدل كبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة بمعدل كبسولةٍ واحدة كل شهر، حتى تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم، وتستمر على ذلك لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولتين، وتستمر على الكبسولتين لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى كبسولةٍ واحدة، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر من بداية العلاج إذا لم تتحسن، يمكن أن تستبدل البروزاك بالدواء الذي يعرف باسم ليسترال، والجرعة هي 50 مليجرام في اليوم لمدة أسبوع، ثم ترفعها بواقع 50 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل إلى 150 مليجرام في اليوم، ولمدة ستة أشهر، ثم تخفضها بواقع 50 مليجرام كل شهر .

أرجو -أيها الأخ العزيز- أن تلتزم بالعلاجات السلوكية والإرشادات التي ذكرتها، بجانب الالتزام القاطع بالعلاج الدوائي، وبإذن الله ستجد أن هذه الوساوس قد انتهت، وقد تبدّلت حياتك، وأصبحت تعيش في هناءٍ وراحة بال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً