الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توفي خطيب أختي فكيف أخفف عنها الحزن وأواسيها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ عام تقريبا خطبت أختي التي تبلغ من العمر 35 عاما، وفرحنا بذلك فرحا شديدا، وخاصة أننا كان في حزن على الوالد وكان هذا الفرح بمثابة تعويض لنا، في الوقت الذي كنا نجهز فيه لحفل الزفاف الذي كان بعد شهر، ولكن قدر الله أن أصيب خطيبها بجلطة دماغية توفى على أثرها بعد ثلاثة أيام رحمه الله.

أختي تتألم كثيرا، وهي متعلقة بأهل خطيبها وتحمل هم أمه وإخوته، ودائما تتحدث عن ذكرياته وعن الحديث الذي جرا بينهما وكيف كان يخططان لحياتهما، ولا أدري كيف أواسيها وأخفف عنها الحزن؟ خاصة أنها كانت تحبه وأهله حبا شديدا، وأنا الوحيدة الآن بجوارها ولا أدري كيف أتصرف معها؟!

أتمنى أن تساعدوني وتنصحوني بطريقة التعامل معها، وخاصة أن أمي مريضة وإخوتي لا يعيرون الموضوع اهتماما، مع العلم أن أختي تصلي وتقرأ القرآن كثيرا.

أثابكم الله، وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ راجية رحمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحسن الله عزاءها في وفاة خطيبها، والواجب عليها الصبر والاحتساب فإن قدر الله لا يرد، حتى تؤجر على تلك المصيبة فإن السخط على القدر يوقع صاحبه في الإثم ولا يفيده في الواقع شيئا، وعليها أن تستحضر قول الله تعالى ﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ، أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾[البقرة: ١٥٦، ١٥٧].

ويمكن مواساتها بتذكيرها بأجر الصابرين، وقراءة قصص السابقين ممن حدثت لهم المصائب وكيف صبروا عليها لتقتدي بهم.

علما أنه إن كان قد عقد عليها عقد النكاح الشرعي فيلزمها الحداد عليه بترك التجمل والتزين والاعتداد عدة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام، وإن كان لم يعقد عليها فلا يلزمها عدة ولا حداد.

وعليك أن تعتني بها في هذه الفترة، وتسلي عليها بكل وسيلة مباحة تفيد في ذلك، وتقفي بجوارها ولا تتركيها فريسة لخواطرها الحزينة، وانصحيها أن تشغل نفسها عن ذلك بالذكر والاستغفار والتسبيح ونحوها من الأعمال الصالحة التي تورث السكينة والهدوء في نفسها، وافتحي لها باب الأمل والفرج فإن الله سبحانه كريم عظيم بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وعسى الله أن يرزقها بشخص آخر يسعدها فإن فضل الله واسع، وذكريها بدعاء المصيبة والإكثار منه: (اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)، فمن قاله كتب الله له الأجر وخلف عليه خيرا.

وانصحيها أن تحاول نسيان الرجل شيئا فشيئا، ولا تكثر التفكير فيه؛ حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتها.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالها ويخلف عليها خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً