الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور الدائم بالخوف يكاد أن يقتلني

السؤال

أتاني المرض وعمري 16 وأنا أدرس في بداية مرحلة الثانوية، فقد قام أحد طلاب المدرسة بتهديدي بالضرب فأصبح معي هاجس هذا التهديد كل يوم؛ فأصبحت كل يوم أقول: متى سينفذ هذا التهديد، إذا كان ليس اليوم يمكن بكرة أو السنة القادمة أو التي بعدها، فأصبح عندي شعور متى سيأتي اليوم الذي ينفذ تهديده، فصرت أفكر كل يوم وأخاف حتى أصبح فكري مشغولاً جداً بهذا الشيء، وكنت أمشي أترقب إذا رأيت الذي هددني أو أحد أقربائه فأصبحت أخاف جداً، حتى سمعت أحد الطلاب يقول إن هؤلاء الطلاب ربما يقتلونك، بعدها صرت أخاف الذهاب للمدرسة خوفاً من تلك الأفكار التي لاترحم، فتعثرت في دراستي ..ثم تطورت الأفكار من الخوف والترقب إلى الإحساس بالغدر والقتل ..فكنت أشعر في كل فكرة تأتيني بالقتل.. مع ملاحظة التسويف بمعنى بعد 20 سنة سوف يأتيني ويقتلني وأترقب متى ستأتي 20 سنة لأرتاح من عذاب الترقب والخوف، وكنت أحياناً أكتب أفكاري حتى لا أنسى شيئاً فيمكن أن أنساها وأتوقع أنها قد حدثت، وكنت أرى الشخص المدخن وأرى يده ممسكة بالسيجارة وأقول: سوف يأتيه السرطان ثم صديقه الذي يجلس بجانبه سوف يتهمني أني أنا السبب في أني علمته التدخين وأن المدخن سوف يقتلني لكن بعد مدة.

شعور الخوف من القتل ملازم لي، وقد ذهبت إلى عدة دكاترة لكن لم يعرفوا إلى الآن الحالة، وكنت آخذ أدوية مثل السبرام ولا تأتي بأي نجاح .. احترت هل بي اجترار أو خوف أو... أرجو أن ترشدوني للعلاج المناسب أو معرفة الحالة .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نستطيع أن نقول من الوصف الذي سردته أنك تُعاني من نوعٍ من القلق التوقعي الوسواسي المرتبط بالمخاوف، والذي أصابك بنوع من عسر المزاج، وفقدان الثقة بالذات.

من أفضل العلاجات لعلاج هذه الأفكار الوسواسية الاجترارية هو أن تحدد كل فكرة، ثم تحدد الفكرة المضادة لها، وتكرر الفكرة المضادة 50 مرة مثلاً، وذلك بصفةٍ يومية، والطريقة الثانية هي أن توقع بنفسك أي نوع من الألم الجسدي، كأن تضرب يدك بعنف على سطح صلب حين تأتيك الفكرة الوسواسية، وتكرر ذلك عدة مرات، ويمكنك أيضاً أن تردد مع نفسك حين تأتيك هذه الفكرة بأن تقول: لا لا لا ...هذه فكرة سخيفة...هذه فكرة سخيفة...وهكذا.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه الطرق السلوكية أثبتت جدواها تماماً.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فيُعتبر مفيداً جداً، فقط عليك الاستمرارية والصبر والالتزام بجرعة ومدة العلاج، والدواء الأفضل لك هو العقار الذي يُعرف باسم (بروزاك) تضيف له علاج آخر يعرف باسم (فافرين) وتبدأ بتناول البروزاك بمعدل كبسولة واحدة في الصباح بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تضيف لها حبة فافرين من فئة 100 مليجرام، وتأخذها ليلاً بعد الأكل، وتستمر على الدوائين لمدة ثلاثة أشهر، بعدها إذا لم تحس بتحسن حقيقي، فيمكن أن ترفع جرعة الفافرين لفئة الـ200 مليجرام في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى، بعدها تبدأ في سحب جرعة الفافرين بمعدل 50 مليجراماً كل أسبوع، وتستمر على البروزاك لمدة شهرين بعد التوقف عن الفافرين.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً