الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الخوف من الأوساخ

السؤال

زوجتي تعاف وتكره كثيراً كل شيء يسقط على الأرض من الأكل مثلاً حبة لوز، وترمي كل ما لا ترغب فيه مدعية أنه يمكن أن يحمل مكروبات ترمي الخضر التي بها ولو جرح بسيط، كثيرة البصق ليلاً، تضع بجانبها منديلاً متعصبة حين تعصب تركن بالمرحاض، محاولة القيء، كثيرة النظافة فوق القياس، تستعمل ماء جافيل بكثرة إلى درجة أن يديها قد تأثرتا وتضررتا بهذه المادة، تحب الوحدة ولا تحسن استقبال الضيوف وخاصة أقاربي.

تتظاهر بالمرض حين يحل قريب، كثيرة المرض خاصة المعدة، كثيراً ما آكل لوحدي بدعوى أن الأكل قد يحدث لها ألماً في معدتها، اتهمت أختي وأمي وزوجة أخي بتسميمها، ذهبت بها للطبيب عدة مرات، استعملت عدة أدوية لكن دون نتيجة، نحيلة كئيبة قليلاً ما تظهر على وجهها البسمة، وخاصة مع أقاربي مما جعلهم يبتعدون عني مع أن طبعي اجتماعي وأحب الضيوف والمزاح مع الناس والعائلة، كل هدا يجعلني أبتعد عنها عاطفياً، وأحاول أن أطلقها، أحاول أن أحبها لكن لست أدري .. حاولت أن أرغمها على التغيير من سلوكها هذا لكن دون جدوى، والآن هي حامل أتمنى أن مولودنا في صحة جيدة، وحقيقة هذا ما أصبح يربطني بها فلا يمكنني الاستمرار معها إن لم تتغير فماذا أفعل ؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأخت المباركة مُصابة بما يُعرف بالوسواس القهري المتعلق بالأفكار والأفعال، والوساوس بصفةٍ عامة هي مزعجة، ولكنها ليست خطيرة، وأصبحت الآن وبفضل من الله تستجيب للعلاج بصورةٍ ممتازة جداً.

أخي الكريم! كما هو معروفٌ لديك أن الزواج ميثاق غليظ، ومن أجمل الأشياء أن يقف الإنسان بجانب زوجته في وقت الصعوبات والشدة، وأنا على ثقة أنك ستكون خير معينٍ لها.

العلاج متوفر جداً، والمطلوب منها اتباع إرشادات الطبيب، وأنا حقيقةً أفضّل أن تعرض زوجتك على طبيب نفسي؛ حتى يشرح لها العلاجات السلوكية التي تُزيل الوساوس، ولكي نطلعك على المبدأ العام للعلاج، فهو أن تواجه كل فكرة وسواسية أو فعل وسواسي بما هو مضاد لها، فعلى سبيل المثال وسواس الخوف من الأوساخ، يمكن أن تُمسك بيدي زوجتك بعد أن تشرح لها وتضع يديها في سلة المهملات لمدة 5 دقائق، أو أن تمسح بيديها على أسفل الحذاء، ثم بعد 10 دقائق تُعطيها كمّية من الماء بسيطة في كوب حتى تغسل يديها بهذه الكمية المحددة، وتكرر ذلك ثلاث مرات في اليوم، وصدقني أن الاستمرار على مثل هذا العلاج السلوكي لمدة أسبوع سوف يؤدي بإذن الله إلى إضعاف الوساوس جداً ثم اختفاءها.

لا شك أنك مطالب أيضاً بأن تصلح ما بين زوجتك وأهلك.

الأدوية تُعتبر فعالة جداً لعلاج الوساوس، إلا أنه لا يُنصح باستعمالها خلال الأشهر الأولى للحمل، وأفضل دواء أراه سيكون مفيداً لزوجتك، هو العقار الذي يُعرف بباسم ( بروزاك) وجرعة البداية هي كبسولة واحدة بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفّض إلى كبسولةٍ واحدة لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى.

أسأل الله لزوجتك عاجل الشفاء ولكما كل التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً