الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في الماضي وتمني الموت

السؤال

أنا كثير التفكير بالماضي، فعندما أتذكر الماضي ومواقفه الحزينة أو المفرحة، أو عندما أتذكر صديقا ما أفكر في الموضوع، بالرغم من أنني أُعطي النصائح للآخرين، مع أنني طيبٌ جداً، وأشفق على الآخرين كثيراً.

أحب شاباً في الله لأنه يحترمني، بالرغم من أنه يكبرني سناً؛ لأنني أحتاج إلى من يسمعني، وأحياناً أجلس لوحدي، وأتذكر الشباب وحالهم، وأبكي لخوفي عليهم من العذاب والتعاسة في الدارين، وأحياناً أتمنى الموت؛ لأنني لا أريد أن أرى المزيد من الشباب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك يا أخي أن المسلم مطالب بأن يكون قوي الشخصية، ويفرض نفسه في المواقف، ولابد أن يكون له حضوره وتواجده وسط الآخرين يؤثر في الأحداث ولا يتأثر بسالبها كثيراً.

أرى أن مشكلتك الأساسية هي في الأبعاد النفسية لشخصيتك، والتي تحمل سمات الحساسية والتأثر السريع، وكم هو جميل أن تشفق على هذه الأمة وشبابها، ولكن هذه الشفقة تُعتبر أمراً سلبياً إذا لم تسخرها من أجل النصح للآخرين في أمور دينهم ودنياهم، وبما تستطيع.

أرجو يا أخي أن تبني في داخل وجدانك وفكرك ومشاعرك أن هذه الأمة بخير مهما دارت عليها الدوائر وتكالب عليها الأعداء، وانحرف بعض شبابها، فالغلبة في نهاية الأمر ستكون لعباد الله الصالحين.

عليك أن تُساهم بما تستطيع في إصلاح من هم حولك بالطرق الشرعية، وأن تكون قدوةً ومثالاً للشباب المسلم الفعّال، وسوف تجد أن طاقاتك قد تفجرت، والتف حولك البعض، حيث تكون لهم قدوةً صالحة بإذن الله.

هذا القصور والانزواء الاجتماعي والانكباب حول الذات يمكن التخلص منه تدريجياً؛ وذلك بالانخراط في الاجتماعات المختلفة، وممارسة الرياضة الجماعية، وارتياد حلقات التلاوة والالتزام بها، حيث التعاضد والتآلف والمساندة والاستبصار.

أخي الكريم، الموت حقً، ولكن ليس للإنسان أن يتمناه، وأنت لديك أشياء جميلة ورسالة عظيمة في هذه الحياة تعيش من أجلها، فأرجو أن لا تقلص من دورك، وأن لا تقلل من تقدير قيمة ذاتك، ففي نظري أنت أقوى وأفضل مما تتصور.

هذه المشاعر السلبية بجانب أنها مرتبطة بشخصيتك في الأصل، إلا أنها قد أدت أيضاً إلى إدخالك في نوع من الاكتئاب النفسي والإحباط الذاتي، وهذا النوع من الاكتئاب يُعتبر ظرفياً وليس دائماً بإذن الله، ولكي نعجل بإزالته وإعادة الانشراح لنفسك وصدرك أرجو أن تتناول دواءً علاجياً يُعرف باسم (بروزاك) كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، وهذا الدواء مجرّب ومعروف فعاليته، وهو فوق ذلك سليمٌ جداً، وقليل الآثار الجانبية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً