الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشكوك والوساوس دمرت حياتي وعبادتي ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسألكم بالله حلا لمشكلتي، طالب في كلية الصيدلة بالأزهر، في الفرقة الثالثة، وأنا أكبر إخوتي.

مؤخرا أصبحت أشك في طهارتي، وبأن ملابسي الداخلية بها نقط مذي أو نقط بول، وأشك في بقع العرق، وفي نيتي بأنها غير صحيحة، صرت أستغرق وقتا أطول للبدء في الصلاة، والوضوء، والاغتسال، وما نحو ذلك، وأشكك في عباداتي بأنها ليست كاملة.

أعاني من التعب الشديد في بدني ومفاصلي، ولدي انتفاخ في وجهي على الرغم من أن شكل الوجه في وقتها يكون طبيعيا، ولا أستريح إلا بالضغط عليه حتى يتورم، ولا أشعر باللوم على نفسي بالرغم من شكله وهو متورم، خصوصا حول العين.

ومنذ ستة أعوام أشعر بالإثارة نحو من يعطس ويكح، أو يصدر أصواتا من فمه، أو يبصق فأقلده، لا أشعر بالراحة، وتطور الأمر حتى أصبحت أشعر بالإثاة من النظر إلى باطن الكف أو اللسان أو باطن الفم، وأصبحت سريع الغضب، أثور بسرعة، وبشكل مبالغ فيه، حتى على أمي أثور وأغضب، فضلت العزلة والجلوس لوحدي، لا أحبذ الجلوس مع الأهل والأصحاب، وإذا احتلمت ابتعد عن الصلاة، وعن ذكر الله لفترة تصل إلى أربعة ليالي، فما الحل؟ فأنا أشعر بعقم حياتي وثقلها.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية عانيت من أعراض وسواس قهري واضح فيما يخص موضوع الطهارة والشك، وواضح أنك لم تتلقَ علاجًا للوسواس القهري، والوسواس القهري قد يأخذ أشكالاً، يتطور شكله من وسواس الطهارة إلى الشك الذي ذكرته في موضوع العطس، أو النظر إلى الآخرين، وأيضًا أنك لم تعالجه، وأدَّى إلى نوع من الاكتئاب والتوتر، ممَّا أثَّر على علاقتك مع الوالدة وزيادة النرفزة والعصبية.

أخي الكريم: عانيت ما فيه الكفاية، ويجب عليك أن تتوجّه إلى طبيب نفسي؛ لأن لكل هذه الأشياء علاجات -بإذن الله-، والطبيب النفسي بعد الفحص الكامل النفسي وأخذ التاريخ المفصَّل وكشف الحالة العقلية، سوف يقوم بوضع الخطة العلاجية المناسبة، وقد تكون الخطة العلاجية دوائيًا أو نفسيًا، أو الاثنين معًا، هناك الآن علاجات لمساعدتك في التخلص من هذه الأشياء، فقد عانيتَ ما فيه الكافية لأكثر من ستة أعوام، وهذا الآن أثّر على نفسيتك وعلى علاقتك مع الآخرين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً