الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما رأيت شيئاً تذكرت شيئاً آخر سلبيا مرتبطا به

السؤال

حضرة الدكتور محمد عبد العليم المحترم! منذ فترة تراودني بعض الأفكار التي أطلب منك تفسيراً علمياً لها، ومن بينها أنني عندما أتناول الطعام مثلاً أتذكر بعض الموتى وأتساءل: هل يأكلون وكيف؟ وحين أشاهد شخصاً إفريقياً أسود أتذكر فيلماً وثائقياً عن الكاميرون وكيف يأكل بعض الناس هناك لحوم القردة؟ وحين أصادف شخصاً أميركياً أتذكر بعض المجرمين فيها وكيف أن عددهم هو الأعلى في العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار النسب المئوية قياساً مع عدد السكان فيها بالمقارنة مع غيرها من بلدان!

وحين أريد النوم أتذكر ما سمعته على لسان صديق يعيش في أوروبا حيث إن جارته ماتت ذات يوم، وجاء رجال الإنقاذ واعتقد أنه تم نقلها إلى براد مستشفى تمهيداً لدفنها، وبعد خمسة أيام كان يهم بالنزول من المنزل ليشاهد على مدخل البناية التي يقطنها أشخاصاً جالبين معهم تابوتاً ليكتشف أنها بقيت طيلة هذه المدة في البيت، وهو ما يجعلني أحياناً أفكر كيف أن البيت يكون قبراً مؤقتاً أو أن التخت بمثابة قبر مؤقت أيضاً!

وبمعنى أنني كلما أتحدث في شيء ولو كان إيجابياً أتذكر حدثاً سلبياً! وهو يشكل عملية ربط غير موضوعية، وإذا كنت في بداية رسالتي طلبت إليك الرأي الطبي بهذا الأمر فهل التخيل عندي هو مرضي؟ وإذا كان كذلك فكيف السبيل إلى التخلص من الربط غير البناء وغير الموضوعي؟ وكيف السبيل لزرع الأفكار الإيجابية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الظواهر التي تحدثت عنها، هي نوع من الاكترارات ذات الطابع الوسواسي، والتي عزاها بعض علماء النفس إلى أن مصدرها هو ما يُعرف باللاوعي الجمعي.

الوساوس بصفةٍ عامة، ومنها التي تُعاني منها، تُقاوم عن طريق مواجهتها، وتحقيرها بفكرةٍ مضادة، فعلى سبيل المثال: بدل أن أقول أو أفكر أن الناس تأكل لحوم القردة في الكاميرون، أستبدلها بفكرة مثل: إن الكاميرون بها فريق ممتاز لكرة القدم...وهكذا، كما أنه يا أخي يمكنك الاستفادة جداً من الأدوية المضادة للوساوس، وأفضلها دواء يُعرف باسم فافرين، أرجو أن تتناوله بمعدل 50 مليجراماً ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم تزيد الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً أيضاً، لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يمكن أن تتوقف عن العلاج.

أما فيما يخص التفكير الإيجابي، فهو بصفةٍ عامة، يتطلب الإصرار الداخلي والقناعة الذاتية أن لكل فكرةٍ سلبية ما يقابلها من فكرةٍ أو أفكار إيجابية، وبعد أن يحدد الإنسان هذه الفكرة أو الأفكار أو الأفعال الإيجابية يصر على تطبيقها وتكرارها، حتى ترسخ في وجدانه، وتكوينه المعرفي، مما يُساعد في تغيير خارطة التفكير، ومن الأشياء التي تُساعد أيضاً يا أخي البحث في مقدراتك الذاتية، خاصةً المعطلة منها، كما أنه من المهم جداً أن لا تقلل من قيمة ذاتك في أي قولٍ أو فعل تقوم به .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً