الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت مخدراً من بعض أصدقاء السوء كيف أتفادى آثاره؟

السؤال

السلام عليكم

أعطاني بعض أصدقاء السوء مخدراً اسمه ليكستازي، وبعد الهلوسة بدؤوا يضحكون علي، ويسخرون، فقدت الوعي لمدة طويلة، وأصبحت أعاني من بعض أعراض الوسواس القهري الفكري، والوسوسة في أن بعض الأشخاص يتكلمون عني، وشعور بالاكتئاب وعدم الثقة في النفس، وفقدان كل ما كنت أستمتع به أصبح عندي غير مهم.

كما أصابني شرود الذهن في التفكير في الأشخاص الذين فعلوا بي هكذا، وفقدان الرغبة في النوم بكثرة الأفكار الوسواسية، وعند النوم أشعر أن جسمي نائم، وعقلي يفكر في أمور مثل الأحلام المستمرة من حلم إلى حلم آخر، والله هذا أمر أصبح يخوفني. جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أتمنى أن تكون تجربة تعاطي الـ (ليكستازي) – وهو مخدِّر لعينٌ جدًّا، مُضرٌّ جدًّا – أتمنى أن تكون هي التجربة الأخيرة، وأن تكون قد وعيتَ الدرس واستفدتَّ من هذا الدرس فائدة تجعلك لا ترجع أبدًا لمثل هذه الممارسات.

لا شك أن هذه المخدرات – والليكستازي على وجه الخصوص – يؤدي إلى إفراز سريع لمادة الدوبامين في الدماغ، وهذه المادة أحد الموصِّلات العصبية المهمَّة جدًّا، وقطعًا اضطراب إفرازها وزيادتها عن المعدّل المطلوب يؤدي إلى الشعور بالاضطهاد، الشعور بالظنان، الشعور بأنك مستهدف، وشيء من الوساوس – كما ذكرتَ – ويؤدي هذا المخدِّر إلى شعورٍ عام بالاضمحلال والسطحية الفكرية، وسرعة الإعياء الجسدي وضعف التركيز.

أعتقد أن هذا هو الذي أصابك – أيها الفاضل الكريم – وممَّا استنتجته من رسالتك أنك -الحمد لله تعالى- قد أقلعت عن هذا التعاطي، وأبشِّرك بأن الابتعاد عن المخدر هو العلاج الرئيسي لترجع الأمور إلى مساراتها الطبيعية.

حتى نستعجل أمر التحسُّن والشفاء التام إن شاء الله تعالى، أنصحك بمقابلة طبيب نفسي، لأنك تحتاج لأحد الأدوية التي تُنظِّم إفراز الموصِّلات العصبية داخل الدماغ، خاصة مادة الدوبامين.

بما أنه لديك شكوك ظنانية أعتقد أن عقار (رزبريادال) سيكون هو الأفضل بالنسبة لك، وأنت لا تحتاجه بجرعة كبيرة، جرعة صغيرة جدًّا لا تتعدَّى اثنين مليجرام في اليوم، تكون بداية العلاج واحد مليجرام من الرزبريادال ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

الجرعة القصوى لهذا الدواء هي 12 مليجرام في اليوم، لكنك قطعًا لن تحتاج لهذه الجرعة.

بجانب العلاج الدوائي لابد أن تُركِّز أكثر على النوم الليلي، وتبتعد من النوم النهاري، وتمارس الرياضة بانتظام، وأنت تهتمَّ بغذائك، وتنظيم الوقت، وأن تكون صلواتك في وقتها، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تجعل لحياتك معنىً، بمعنى أن تكون شخصًا منتجًا ونافعًا لنفسك ولغيرك.

هذه – أخي الكريم – هي النصائح والإرشادات العلاجية الأساسية التي أرجو أن تُطبقها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً