الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هناك شاب أمريكي أسلم حديثا يريد خطبتي، فهل ترونه مناسبا لي أم لا؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شاب من أمريكا بينما كنت أتعلم اللغة الإنجليزية، واستمر التواصل لمدة سنتين، وقد أسلم الشاب، وهو الآن يرتب إجراءات السفر لمقابلة عائلتي والتقدم لخطبتي، وعائلتي لها علم مسبق بالأمر، البعض يرفض كونه شخصا غريبا، والبعض يرفض لأنه غير عربي، والبعض ينتظر قدومه للالتقاء به والتأكد فيما إذا كان جاد بشأن الزواج والإسلام أو لا.

المشكلة هو أنه حاول أن يصلي ثم امتنع، لم يصم ولم يؤدي أركان الإسلام كما يجب، مع العلم أنه لا يرغب إلا بالزواج من فتاة مسلمة ملتزمة بالحجاب الشرعي، أحيانا أشعر بأن إسلامه رد فعل تجاه التحرر في المجتمعات غير المسلمة أو المسلمة العلمانية، ولكنني لا أستطيع أن أحدد إسلامه من وجهة نظري.

أنا لا أرغب بالزواج من شاب غير ملتزم دينيا، ولكن تعجبني أفكاره وطموحاته وشخصيته التي يفتقدها كثير من شبابنا المسلمين.

المشكلة الوحيدة هي الممارسات الدينية، مع العلم أنه يرى الإسلام هو الدين الصحيح، فهل أستطيع الزواج منه مع الاستمرار في المحاولة بترغيبه في الممارسات الدينية، أو يجب الابتعاد عنه لأنه لم يحسن إسلامه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

من أهم الصفات التي ينبغي أن يتصف بها شريك الحياة:

أن يكون صاحب دين وخلق كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

ذكرت أن هذا الشاب لا يؤدي أركان الإسلام فما الفرق بينه وبين بعض الشباب المسلمين الذين لا يؤدون ما افترض الله عليهم؟ ولو تقدم لك واحد منهم لما قبلته، فكيف بهذا الشاب الذي لا يزال إسلامه في دائرة الشك، وهل إظهاره للإسلام كان من أجل الإسلام أم من أجل الزواج بك؟ فإن كان من أجل الإسلام فأين الصلاة والصوم؟ وهل ترك ما اعتاد عليه من أكل الخنزير وشرب الخمر ومقارفة الزنا؟ فأنت لا تستطيعين أن تعرفي ذلك؛ لأن معرفة هذه الأمور يحتاج إلى سؤال ومعاشرة لهذا الرجل.

أهلك لن يتمكنوا من معرفة سلوكياته كون بلده بعيدا، ولأن معرفة ذلك يحتاج للاقتراب منه أو سؤال من يعيش معه.

ينبغي أن تفكري في أمر الزواج بعقل مرتبط بالشرع، وإياك أن تفكري بعاطفة مجردة؛ لأنها ستجرك إلى ما لا تحمد عقباه، وكونك معجبة بأفكار هذا الشاب وطموحاته وشخصيته غير كافية ليكون شريكا لحياتك.

من الأمور الهامة التي ينبغي التركيز عليها:
البيئة التي تربى عليها الزوج، والعادات والتقاليد التي اعتادها في مجتمعه، وكل ذلك يختلف تماما عن بيئتك وعاداتك وتقاليدك، وهذا سيولد نفرة ومشاكل قد لا تقوين عليها.

ما أنصحك به أن تعرضي صفحا عن هذا الشاب، وكوني على يقين أن الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، وأن الزواج رزق من الله، وسيأتيك نصيبك في الوقت وبالشخص الذي قدر الله أن سيكون شريك حياتك.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

أكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأن يعطيك من الخير ما تتمني، ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً