الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقداني لملذات الحياة هل سببه المراهقة أم الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاب، عمري 17 سنة، أنا في حالة من فقدان الحماس وعدم الإحساس بالحياة وملذاتها منذ 3 أو 4 أشهر تقريبا.

لم أخبر أي شخص بحالتي، حتى عائلتي لا تعلم بأي شيء؛ وذلك لشعوري بالخجل، ولكنني شكيت همي لأحد أصدقائي، وكان رده أن ما تشعر به سببه المراهقة، فهل هذا صحيح، أم بسبب الوسواس القهري؟ لأنني أعاني منه، وأفكر يوميا بالموضوع ذاته، فهو يُنغّص عليّ ملذات الحياة، ويفقدني الحماس، وأيضا كنت أعاني من تقلب في المزاج؛ فعلى سبيل المثال: أضحك وفي نفس الوقت أنقلب، وأفكر كثيرا، وأصبح حزينا.

أريد أن أعرف سبب هذه المشكلة، هل بسبب المراهقة أم الوسواس القهري؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز: فترة المراهقة عادة يكون فيها الكثير من المشاكل النفسية (قلق، توتر، تقلبات مزاجية، اكتئاب، بعض الوساوس القهرية)، وبعد هذه الفترة وتجاوزها تزول هذه الأشياء، ولكن كيف نفرِّق بين التوترات النفسية والمشاكل النفسية المرتبطة بفترة المراهقة وبين الأعراض النفسية؟ أي متى نقول هذا اكتئاب وهذا وسواس قهري وهذا قلق مرض؟ وكيف نقول أن هذه مشاكل مصاحبة لفترة المراهقة؟

المعيار الرئيسي هو طبعًا شدة الأعراض، كلما كانت الأعراض شديدة ومستمرة معظم الوقت فهذا يميل إلى أنها مرض.

وأيضًا تأثير هذه الأعراض على حياة الشخص، في الأداء الدراسي، تأثيرها في العلاقات الاجتماعية، والعلاقات العائلية، كلما كان لها تأثيرًا مباشرًا أيضًا تصير مرضًا.

وأيضًا إذا كانت هذه الأعراض تُسبب ضيقًا للشخص نفسه.

فإذًا عليك – ابني العزيز – أن تحكم على هذه الأعراض بهذه المعايير الثلاثة، إذا كانت هذه الوساوس شديدة وتؤثِّر على حياتك وتُسبب لك قلقًا دائمًا فإذًا لا يمكن تفسيرها وإلحاقها بالمراهقة، إنما يكون هذا مرض ويحتاج إلى تدخل طبي، وحينها عليك إخبار الأهل وطلب مساعدتهم في هذا الأمر.

أما إذا كانت أشياء بسيطة من مشاكل المراهقة فإنها بإذن الله تزول مع المراهقة، ما عليك إلَّا الاهتمام بالرياضة خاصة رياضة المشي، فهي مهمّة جدًّا في فترة المراهقة، وتؤدي إلى الاسترخاء النفسي، وكذلك النوم المبكر، والحرص على النوم الليلي، وتناول الطعام الصحي والمنظم والمرتب، ووجبات منتظمة، كل هذا يساعد على زوال التوتر والقلق.

وفقك الله وسدد خطاك.
----------------------------------------------انتهت انتهت إجابة د/ عبد العزيز أحمد عمر .... استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د/ حسن شبالة ...... مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
-----------------------------------------
الشعور بالسعادة والطمأنينة أثر من آثار الإيمان والطاعة والقرب من الله سبحانه؛ والتعاسة والشقاء والضنك أثر من آثار المعصية والبعد عن الله سبحانه، قال تعالى: (فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى، وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ طه: 123، 124].

ولذا فالواجب عليك النظر في حالك، وكيف علاقتك بربك سبحانه وتعالى وموقفك من الفرائض والطاعات فإن أنت مقصرا فيها، أو واقعا للمعاصي والمنكرات فاعلم أن ما تعاني منه أثر من آثار البعد عن الله.

وحتى تتخلص من ذلك الحال ننصحك بالآتي:
1. التوبة والإنابة والرجوع إلى الله، والإقلاع عن أي ذنب ومعصية وتفريط في حق الله سبحانه، مع كثرة الاستغفار والدعاء، والتسبيح والذكر، وقراءة القرآن حتى تشعر بالراحة والسعادة.
2. التخلص من أصدقاء السوء والرفقة السيئة، والبحث عن رفقة صالحة تعينك على الطاعة والخير.
3. الوساوس من الشيطان؛ فاحرص على الاستعاذة منه دائما، واقطع التفكير والخواطر التي تأتيك منه نهائيا.

4. ضع لك أهدافا سامية قابلة للتطبيق وحاول تنفيذها، وشارك غيرك من الناجحين برامجهم لتتأثر بهم وبنشاطهم.
5. كن واثقا بالله تعالى وأحسن الظن به، وحاول تكون إيجابيا في كل حياتك، وابتعد عن السلبية واليأس، وشجع نفسك على النشاط والحيوية.

6. أنت شاب يجب أن تكون لك طموحات وآمال في المستقبل أعرضها على أهلك واطلب منهم تشجيعك، واقرأ في الكتب التي تدلك على وضع الأهداف وتحقيقها، وإياك والاستسلام لهذه الحالة والرضى بها، فهي حالة مرضية لا بد من علاجها بما سبق ذكره.
8. إذا كنت تعاني من وسواس قهري أعرض نفسك على طبيب مختص لعله يعطيك بعض الأدوية المناسبة.

ولا تنسى ما سبق من خطوات، وإن الذكر والطاعة والقرب من الله والدعاء من أعظم ما يبعد الأعراض السلبية التي تعاني منها.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً