الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الإفطار لا تستطيع الحركة والتكلم أو الرد..ما تشخيص هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاة في عمر الـ 19. بعد الإفطار لم تستطع التكلم أو الرد على من يكلمها، وأيضا لم تستطع الحركة، لكن كانت تتنفس بانتظام، ثم حملت إلى الفراش ونامت حسب قولها مثل المغمي عليها، واستيقظت بعد حوالي 3 ساعات نوم، وحالتها طبيعية، ولا تعاني من أي شيء.

ما هي خطورة الحالة؟ للعلم هي لا تتناول أي أدوية، وهي تتناول الطعام بانتظام ولا تتبع أي حمية، وهل يمكن أن تكون هذه النوبة بسبب الإجهاد النفسي كالخوف من الرسوب في الامتحانات؟

شاكرين جهودكم، نسأل الله أن يغفر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الغالب فإن الأعراض التي حدثت للفتاة لها علاقة بأحد الأمراض النفسية، ويسمى الهيستريا، وهو مرض نفسي عصبي لا شعوري يصيب الشخص ويظهر في شكل أعراض جسمية، والغرض الدفين من المرض هو حصول الشخص على اهتمام خاص أو للهروب من موقف مؤلم لا يمكنه تحمله أو مواجهته، ويتحول النقد إلى المريض إلى حالة من التعاطف والتشجيع، ومن الأسباب التي تؤدي للإصابة بالهيستريا: الاستعداد الشخصي للمرض، الوراثة والبيئة المحيطة، الإفراط فى التدليل والحماية.

لمرض الهتستيريا صور متعددة، منها فقدان الصوت عندما يضطر للاعتراف بخطأ، فيخفي ما يريده لا شعوريا أو يتعرض لموقف مؤلم لا بد أن يواجهه، فيفقد القدرة على الكلام، ومنها إصابة المريض بحالة غيبوبة تشبه النوم الطبيعي، لا يرد على أي أسئلة، لا يأكل ولا يشرب، يهرب من الواقع، وأحيانا تأخذ شكل كثرة النوم التى نراها عند الطالب قبل الامتحانات نتيجة لشعوره بصعوبة المواد، قصر الوقت، ضغط الأهل، ومشاعر القلق، فينام عدة ساعات، ثم يصحو ليستذكر، فيغلبه النعاس وينام نوماً عميقاً لساعات، نتيجة عدم قدرته على مواجهة الصراع النفسي، فيعبر عنه في صورة هستريا.

وقد يظهر المرض في شكل اضطرابات حركية مثل الشلل، فيصاب بشلل في أحد الأطراف، ثم يتطور لشلل نصفي في الذراع والساق، ثم شلل في الساقين، وتيبس العضلات ويصبح غير قادر على الحركة، ويحتاج لرعاية خاصة، في هذه الحالة يرغب المريض في الشفاء جاهلاً السبب الذي أدى لإصابته بالشلل الهستيري.

بعض الحالات تشفى تلقائياً دون علاج، بينما البعض الآخر يحتاج لعلاج سلوكي، لتحليل وفهم سلوكه، ومعرفة الدوافع اللاشعورية، ومساعدة المريض على استعادة ثقته بنفسه والتكيف مع ظروفه، والعلاج البيئي من خلال توعية الأهل والمحيطين بالمريض بطبيعة مرضه، ومعالجة أي مرض مصاحب كالاكتئاب ومساعدته على تطوير ذاته، وتنمية شخصيته، وتعليمه كيفية مواجهة الواقع، ومحاولة حل المشاكل بدلاً من الهروب منها، مع العلاج يحدث تفريغ للصراع النفسي الذي تسبب في ظهور الأعراض الهستيرية.

كون أن هذه الحالة حدثت للمرة الأولى فلا قلق -إن شاء الله-، ولكن مطلوب من الأسرة الجلوس مع الفتاة ومحاولة مساعدتها للاستعداد للامتحانات، مع المزيد من التشجيع والدعم النفسي، وعمل بعض التحاليل البسيطة مثل تحليل صورة الدم وتحليل فيتامين د، وفيتامين B12، وتناول المقويات حسب نتيجة التحليل، مع تناول الغذاء الصحي السليم.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً