الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما حاولت أن أخفف وزني أشعر بالذنب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو أنه منذ عدة سنوات كنت شاباً نحيلاً مقبلاً على الحياة، وبعد عدة سنوات زاد وزني كثيراً، وابتعد عني أصحابي! سؤالي هو أني كلما حاولت أن أخفف من وزني أشعر بالذنب بأن أقول لنفسي: كيف لي أن أعمل كل هذا من أجل جسد فان، فربما أموت اليوم أو غداً، وأشعر بالذنب، وأن الله ابتلاني بهذا الجسد كي أصبر وترفع درجاتي، وأنه مهما حصل فلن أستطيع تغييره! هل أنا محق في هذا التفكير؟

وسؤالي الثاني هو: عن الوسواس، فقد قرأت كل ما يتعلق عنه، والحمد لله قد أفادني كثيراً إذ أنني ـ والعياذ بالله ـ كنت على حافة الجنون! المشكلة هو أنني لا أستطيع أن أتخلص منه، فكلما نسيت الدنيا وزاد إيماني زاد الوسواس؛ فأحياناً أصل إلى مرحلة نسيان الدنيا تماماً والإقبال على الدين إلى أن يأتيني وسواس كبير من حيث لا أتوقع ويصبح همي وحده هو الإقبال على الدنيا فقط للتخلص من وسوسة الشيطان! وهذا ما يحصل فيضعف إيماني ثم يعود إيماني إلى الازدياد ثم يعود الوسواس! فيعيدني إلى الصفر! وأرجو أن تخبروني هل فعلاً لا يحاسب المرء على الوسواس؟

حتى إني أتخيل أحياناً كيف سيكون غضب الله علي لو أن الوسواس أصابني يوم القيامة أو في الجنة؟ هل من الممكن أن أصل إلى المناعة التامة من الوسواس أم أني سأظل أجاهده دائماً بإذن الله؟ والحمد لله على كل شيء.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fgs حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أرى أن الجزء الأولى من رسالتك -فيما يختص بالسمنة- هو في الأصل فكرة وسواسية، حيث أن الدين يدعو إلى صحة الجسد والنفس، ومن هنا يا أخي يمكن أن تستفيد جداً من العلاجات المضادة للوساوس القهرية.

الوسواس مرضٌ منتشر، وهو يكون في شكل فكرةٍ أو فعل أو خيال، أو نوع من الطقوس التي يجد الإنسان أنه مكره أو مجبر على اتباعها، رغم أنه يؤمن بسخافتها، والوسواس يا أخي يتأرجح ما بين التحسن والانتكاسات في بعض الناس، ولكنه في معظم الناس يزول بصفةٍ تامة، خاصةً إذا اجتهد المريض في اتباع الإرشادات الطبية، وتلقي العلاجات المقررة، كما أن مقاومة هذه الأفكار يُساعد كثيراً في تقلصها وانتهائها.

أود أن أصف لك علاجاً، وهو يعتبر من الأدوية الممتازة في علاج الوساوس القهرية، ويُعرف هذا الدواء باسم فافرين، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجراماً ليلاً، ثم ترفع معدل هذه الجرعة بمعدل 50 مليجراماً أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى الجرعة المقررة وهي 200 مليجرام في مثل حالتك، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم يمكن أن تخفضها إلى 100 مليجرام، والتي يجب أن تستمر عليها كجرعةٍ وقائية لمدة ستة أشهرٍ أخرى.

هنالك دواء بديل يعرف باسم بروزاك، ولكن الفافرين يُعتبر هو الأفضل في مثل حالتك .

أرجو أن تطمئن يا أخي أنك يمكنك أن تتخلص من هذه الوساوس، فقط عليك مقاومتها، وبمساعدة الدواء سوف تنتهي تماماً بإذن الله .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً