الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج الأفضل لمرض الفصام والنسيان الشديد؟

السؤال

السلام عليكم

أحد أقربائي يعاني مِن مرض الفصام، هكذا قال كل مَن ذهبنا إليه مِن الأطباء، وعندما بحثت عن أعراض هذا المرض وجدتُ حالته مختلفة بعض الشيء، فمثلاً يتخيل قريبي نفسه شخصاً آخر، كان يعرفه منذ فترة وتوفاه الله، وينسب لنفسه اسمه! وينسى تماماً شخصيته الحقيقية، واسمه وأقرب الناس إليه قد ينساهم لفترة، ويطول به هذا الحال أو يقصر، ثم يعود إلى طبيعته، ويتذكر ما حدث ويقسم أنه لم يقصد ذلك!

ينسى بشكل غير طبيعي، لدرجة أنه قد نُقل إلى المستشفى ذات مرة لأنه تناول أحد الأدوية خمس مرات في كل مرة يظن أنها الأولى! وفي أحيان أخرى يكون طبيعيا تماماً.

علماً أنه بعمر 19 عاماً، وقد أصابه الوهن الشديد لقلة تناول الطعام، وحاول الانتحار عدة مرات، ويعاني من مرض الربو والاكتئاب الحاد.

نرجو منكم أن تُعلمونا عن طبيعة ما يُعاني منه، وكيف نتعامل معه؟ وما هو أفضل سبيل لنخلصه مما أصابه ؟

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري ما هي الأسس التي اتبعها الأطباء في تشخيص الفصام لقريبك، ولكن عادة الفصام هو اضطراب ذهاني، ولا بد من وجود ضلالات فكرية أو هلاوس سمعية أو اضطراب في التفكير أو اضطراب في السلوك، كل هذه الأشياء الأربعة يجب أن تكون متواجدة لفترة شهر على الأقل وأثرت على وظائف الشخص العملية، الاجتماعية، أو العائلية لفترة لا تقل عن 6 أشهر، هذا هو المعيار عادة الذي يستعمله الأطباء في تشخيص الفصام.

الشيء الذي أؤكد عليه - أخي الكريم -أن تشخيص الفصام يجب أن يتم بواسطة طبيب نفسي، ومع احترامي لك فلا يمكنك أن تشخص الفصام من عدمه، لا بد أن يتم تشخيص الفصام من قبل استشاري طب نفسي.

واضح أن قريبكم يعاني من مرض نفسي خطير، وذلك يتمثل في نقصان الوزن الشديد كما ذكرت، ومحاولة الانتحار أكثر من مرة، ووجود الاكتئاب الشديد، ولذلك نصيحتي أن تذهبوا به إلى طبيب نفسي آخر ويا حبذا لو كان استشاريا، وتذكروا له كل ما ذكرتموه عن ملاحظاتكم وسوف يأخذها بعين الاعتبار، ثم يقوم بفحص الحالة العقلية عن طريق اللقاء المباشر وهذا هو الأهم في تشخيص الفصام أو الاضطرابات الذهانية عادة، لا يمكن تشخيصها بالتاريخ المرضي فقط ولكن يجب أن يقوم الطبيب النفسي بفحص الحالة العقلية عن طريق اللقاء المباشر، ومن ثم الوصول للتشخيص النهائي.

هناك - أخي الكريم- دائماً تداخل بين الأمراض النفسية وعادة مرض الفصام في البداية قد يأتي بأعراض اكتئابية، ولكن الطبيب النفسي الحاذق في النهاية هو الذي يستطيع أن يحدد إذا كان هذا المرض اكتئاب أو فصام، فلذلك يجب أن لا تهملوا هذا الشيء وأن تذهبوا به إلى استشاري نفسي آخر، وإذا اتفق مع زملائه الآخرين الذين شخصوه فصام فما عليكم إلا أن تتبعوا ما قاله الأطباء، تبدأون معه العلاج، لأن كل ما بدأ العلاج مبكراً هذا أفضل وبالذات هو الآن عنده محاولات انتحارية.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً