الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي لا تقتنع بالدواء النفسي، فكيف يتم نصحها وإقناعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكر كل المشرفين على الموقع والدكاترة الكرام.

ثانيا: عندي أختي تبلغ 36 من العمر، غير متزوجة، ولديها وسواس، وقلق حاد، وتخيلات وتصور لأحداث دفعها في كثير من الأحيان إلى شجارات في عملها، وحالة من الاكتئاب منذ 11 سنة، ولكن أول مرة يشخصها الطبيب كانت 2009، ووصف لها سوليان 200 مغ، ولكن مشكلتها أنها لم تقتنع بالدواء، ولا تتناوله إلا بالقوة، وهذا ما جعل هنالك اضطرابا في حالتها بين راحة ومرض حاد؛ بحجة إنه يسبب العقم والسمنة وأمراض القلب، ويمنع العادة الشهرية.

أما خلال هذا الأسبوع فلم يحسن من حالتها سوليان 200 مع، فوصف لها طبيبها 400، ونحن بصدد التجربة، فهل من نصائح لكي تقتنع بالدواء، وهذه أهم نقطة في موضوعي؟ وهل هناك دواء لا يحمل أعراضا جانبية (التي سبق وذكرتها)؟ وهل من علاجات نفسية إضافة إلى الدواء؟ إضافة إلى نصيحتكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المرجح أن تكون أختك تعاني من نوع من أنواع اضطراب الذهاني، لأن اضطرابات الوسواس والقلق الحاد لا تؤدي إلى مشاجرات في العمل أو مع الزملاء، ولكن التخيلات وتصورات الأحداث والمشاجرات ترجح الاضطراب الذهاني، السوليان هو مضاد للذهان -يا أخي الكريم-، وفعلاً من آثاره الجانبية زيادة الوزن، وزيادة هرمون البرولاكتين وهذا هو الذي يؤدي إلى اختفاء الدورة الشهرية، ولكن لا يؤدي إلى العقم، بمعنى أنه في أي لحظة يتوقف الشخص عن السوليان الدورة سوف تعود لحالتها الطبيعية.

ولكن طبعاً هذا موضوع دائما عند النساء حساس، ومن الصعوبة إقناعهم بذلك، كما أنه أيضاً يؤدي إلى زيادة الوزن، أرى -يا أخي الكريم- أن أختك تحتاج فعلاً إلى دعم نفسي وليس إلى علاج نفسي، دعم نفسي بأن تراجع طبيباً نفسياً، واحداً ترتاح إليه ويشرح لها العلاج، وأهم شيء الآن طالما كانت تعمل فهذا هو الشيء المهم، دائماً قولوا لها إنكم تعطونها العلاج لكي لا تحصل مشاكل بينها وبين الزملاء في العمل، ولكي تستمر في عملها، أنا أقترح دواء الأريببرازول -وإن شاء الله- يكون موجودا في بلدكم، أبدأ بـ 15 مليجرام حبة في اليوم في النهار، وهو لا يؤدي إلى زيادة الوزن، ولا يؤدي إلى آثار جانبية أخرى، أبدأ بـ 15 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك 30 مليجرام مرة واحدة في اليوم، وبهذا يمكن إقناعها؛ لأن معظم المرضى الذين صرفنا لهم الأريببرازوال تجاوبوا معه ولم يشكوا من الآثار الجانبية، وهذا مما دعى إلى استمرارهم في العلاج.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً