الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لي الإبلاغ على محل غير مرخص من يسبب لي الإزعاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب، مشكلتي هي: منذ حوالي سنة تقريباً، فتح داخل حينا محل بلاي ستشين (كافيه) أو قهوة بدون ترخيص، وذلك المحل يمنعني من النوم والتركيز في الدراسة أنا وأختي من شدة إزعاج الصوت، فالمسافة بيننا 2 متر تقريباً.

كما أنه مكان يتجمع فيه الأطفال من سن 10 إلى 17 سنة، حيث يهربون من المدرسة من أجل اللعب هناك، والشباب يلعبون فيه القمار، مما يؤدي للشجار الذي يصل للضرب، واستخدام الأسلحة البيضاء.

دين الإسلام يقول: لا ضرر ولا ضرار، ولكنهم يسببون لنا الضرر، ولا يراعون راحة الجيران، وقد تحاورت مع أبي لكي نشتكي عليه، ولكن أبي رفض ذلك، خوفاً من قطع رزقه.

هل أشتكي على هذا المحل أم لا؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ننصحك أن تقدم له النصيحة بالحوار الهادىء المباشر، وتبين له ما يحدث لكم من ضرر بسبب هذا المحل، فإن تعذر نصحه مباشرة يمكنك البحث عن شخص معروف له من أهل الحي تبلغه بتضررك من الوضع، ليقدم له نصيحة برفع الضرر عنكم، فإن تعذر ذلك فانظر في نظام تصريح هذه الأماكن إذا كان النظام يمنع من فتحها داخل الأحياء السكنية، أو لها شروط تمنع الضرر عن الناس فبإمكانك الإبلاغ عنه للجهة المختصة لرفع الضرر عنكم، وإن كان النظام يسمح له بذلك وبدون ضوابط، فلا أرى الإبلاغ عنه لأنه سيستخرج تصريح ويستمر في عمله، وربما يزداد ضرره عليكم بسبب بلاغكم عنه، وفي هذه الحالة تحتاج إلى أن يوافقك أهل الحي المتضررون منه، وأن يقفوا معك في الشكوى لرفع الضرر، حتى لا يكون أثر الشكوى عليك وحدك.

في كل الأحوال أنصحكم بحل الإشكال، ورفع الضرر بصورة وديه، حتى تبقى علاقة الجوار بينكم طبيعية في المستقبل، وقول والدك (حرام نقطع رزقه) عباره غير صحيحة، لأن الرزاق هو الله، ولأن سعيك في رفع الضرر عنكم أمر مشروع، ومطلوب فعله بالوسائل المتاحة المباحة.

نصح الشخص لترك العمل غير المناسب، أو لمنعه من جهة الاختصاص لا يعد قطعا لرزقه، بل هو توجيه له لاختيار سبب آخر للحصول على الرزق الحلال.

خير من هذا وذاك نصحه من قبل أهل الخير والصلاح، أن لا يكون محله سببا في إفساد الشباب بالمحرمات، ومكانا يعصى فيه الله سبحانه وتعالى، ويؤذى من خلاله الجيران، لعله يتوب من ذلك كله، ويقلع عن هذا العمل، ويبحث له عن عمل آخر لا شبهة فيه، لأن مثل هذه المحلات في الغالب لا تسلم من الشبهة، بسبب ما يعرض فيها من أشياء مخالفة للشرع، ويفسد أخلاق الشباب، ويضيع أوقاتهم وأعمالهم، فضلاً عن لعب القمار الذي هو محرم شرعا، وضرره واضح، وآثارة على الناس خطيرة، وربما تؤدي إلى القتل وسفك الدماء بين اللاعبين، فالواجب نصحة لترك هذا العمل، والتوبة منه لهذا السبب، بالإضافة إلى سبب تضرر الجيران منه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً