الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخفقان وضعف الوجه وتساقط الشعر وحبوب في الوجه.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 20 سنة، بدأت مشكلتي منذ عامين، أحس بالخفقان في قلبي دائما، وأعتقد أنه بسبب العادة السرية، لأنني منذ أن بدأت في ممارستها وهذه الحالة تأتيني، كما لاحظت ضعفا شديدا في وجهي بعدما كان ممتلئا، وتساقط شديد في الشعر، وحبوب كبيرة في الوجه تترك آثارا زرقاء، ذهبت لطبيب الجلدية عدة مرات دون جدوى.

تعبت كثيرا من هذه الحالة، وعند التفكير فيها يزداد خوفي، وتزداد ضربات قلبي، ومع تزايد مصاعب الحياة وضغوط الدراسة صرت أستيقظ من نومي مرعوبة، ودقات قلبي سريعة جدا، أرجوكم ما هو الدواء الذي يمكنه تهدئتي وإعادتي لحالتي الطبيعية؟ وهل يمكن لي أن توضح لي طريقة استخدامه؟ لأنني سمعت أنها أدوية إدمانية إن أكثرت منها، مع العلم أنني أتناول دواء كوراكني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ marwa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وأنت في سن عشرين سنة، هذا سن المراهقة، هذه سن التحولات نفسية وصراعات نفسية وقلق نفسي، وحب الشباب طبعًا معروف يكثر في هذا السن، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بسن المراهقة، وهناك كريمات كثيرة، ولكن بعضها ينفع وبعضها لا ينفع.

أما بخصوص العادة السرية فهي لا تُسبب زيادة في ضربات القلب، ولكن زيادة ضربات القلب والتفكير الزائد والخوف -خاصة بعد الاستيقاظ من النوم-، هي أعراض قلق وتوتر نفسي، وقد تكون العادة السرية بسبب هذا القلق والتوتر، هناك أُناس يمارسون العادة السرية بكثرة لتخفيف التوتر والضغط الذي يحسونه، وقد تكونين أنت من هؤلاء الأشخاص.

إذًا تحتاجين إلى علاج القلق والتوتر، والعلاج قد يكون دوائيًا وقد يكون علاجًا نفسيًا، ومعظم الأدوية الآن التي تعالج القلق والاكتئاب لا تسبب الإدمان، الأدوية الوحيدة الآن التي تُسبب الإدمان هي المهدئات أو مشتقات الـ (بنزوديازيبين Benzodiazepine)، وعادةً نحن لا نستعملها إلَّا عند الضرورة، ونستعملها لفترة قصيرة ومحددة.

لذلك الأطباء الآن حريصون جدًّا على عدم كتابة أي دواء يؤدي إلى الإدمان، وكما ذكرت فإن هناك علاج نفسي، علاج بالاسترخاء مثلاً، وهناك طرق للاسترخاء يمكن أن تُجريها أنت بنفسك، الرياضة ورياضة المشي يوميًا تؤدي إلى الاسترخاء، الاسترخاء عن طريق أخذ نفس عميق مع غمض العينين، والتفكير في مناظر طبيعية، أو في رحلة جميلة قمت بها، هذا أيضًا يؤدي إلى الاسترخاء.

ومن الأدوية التي يمكن صرفها لك -إذا كنت لا تستطيعين التواصل مع طبيب نفسي- دواء السبرالكس، السبرالكس عشرة مليجرام مرخَّص في مثل سِنك، ابدئي بنصف حبة، بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويحتاج إلى شهر ونصف حتى يعالج هذه الأعراض التي تحسين بها، وبعد التحسن يمكن الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويستحسن أن تكون حتى ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف عنه بالتدريج بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً