الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي لا يصدقون أني أشعر بخوف وقلق وأحب العزلة والوحدة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الخوف والقلق والرغبة في البكاء عند الاختلاط بالناس والخروج من المنزل منذ كنت في عمر 15 سنة، وأغلب الأحيان أتراجع عن قرار الخروج من المنزل، وأحب الوحدة والعزلة، وهذا يسبب لي الكثير من المشاكل.

تخرجت من الجامعة قبل عامين، وبسبب خوفي وقلقي الدائم لا أستطيع إيجاد عمل، تدربت في إحدى الشركات لأحسن من نفسي، ولكن لم أستطع أن أكمل، كنت أحس برغبة في الموت لأتخلص من كل مخاوفي، وتركت الشركة بعد شهر، وفي آخر مرة لم أستطع إكمال تدريبي لمدة يومين بسبب حالة الذعر التي أصابتني.

أخبرت عائلتي عن الأمر وعن إصابتي بالرهاب؛ ليفهموا سبب تصرفاتي وعزلتي، فهم دائما يصفونني بالكسولة والخاملة، ولكن بعد إخبارهم أصبحوا​ يتهمونني بأني لا أريد العمل، وأني أكذب ولست مصابة بأي مرض.

بعد ذلك ازدادت عزلتي فقد صدمت من ردة فعلهم، ولم أعد أستطيع الكلام معهم، وأبقى في غرفتي وأبكي طيلة الوقت، تعبت وأصبت باكتئاب شديد، وفقدت رغبتي في الحياة، وأتمنى الموت حتى أرتاح من عذابي، لا أجد من يفهمني، ولا أعرف كيف أعالج نفسي؟ مع العلم أن عائلتي يرفضون زيارتي لطبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه مشكلة من المشاكل الرئيسية، عدم تفهم الناس للأمراض النفسية، ويعتبرون أن المريض النفسي يستطيع أن يتغلب على المرض بنفسه، ويقولون للمكتئب شد حيلك، ويقولون للذي يعاني من قلق وتوتر لا تلتفت لهذه الأشياء وعش حياتك، وهذا طبعاً مفهوم خاطئ، الأمراض النفسية أمراض مثلها مثل الأمراض الجسدية، لا تأتي للشخص بإرادته أو برغبته، ولكنها تكون غصباً عنه ولا يستطيع التخلص منها، وتتسبب في مشاكل له ، إما مشاكل في العمل، أو مشاكل في حياته العائلية أو الاجتماعية.

وطبعاً لا يوجد شخص لا يحب العمل ويكرهه، بل كل الناس يتسارعون وأحياناً يطرقون طرقا شتى في الحصول على العمل؛ لأن هذا فيه أجر وزيادة رزق -إن شاء الله- للإنسان، وفيه إشغال لوقته، فكيف لا يحب الشخص العمل.

أسأل الله أن يهدي أهلك، وأن تجدي طريقة ما لإقناعهم بأنك تعانين فعلاً وتحتاجين إلى مساعدة من خلال طبيب نفسي، وإذا لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيب النفسي، فعليك فعل بعض الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء النفسي مثل الرياضة، الرياضة اليومية بانتظام وبالذات رياضة المشي، الالتزام بالصلاة في مواعيدها، الدعاء، قراءة القرآن.

وهناك أيضاً أشياء سلوكية يمكن أن تمارسيها، حاولي أنت في المنزل مثلاً أن تقومي بلعب أدوار المواجهة في الخيال في المنزل حتى يحصل توتر، ثم تحاولي الاسترخاء، كرري هذه الأشياء في المنزل عدت مرات في اليوم، تخيلي أنك في موقف من المواقف التي تجدين صعوبة في التعامل معها، وتخيلي فترة من الزمن عندها سيحصل قلق وتوتر، ثم استرخي، ستتعلمين أن هذا التوتر ممكن أن يزول، وبالتالي يمكن أن تبدئي في المواجهة العملية في الحياة، ولكن طبعاً الأفضل أن يتم هذا عن طريق طبيب نفسي، ولكن إذا لم تستطيعي الذهاب إلى طبيب نفسي، ولم تستطيعي إقناع أهلك، فما عليك إلا أن تحاولي بنفسك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مى

    شكرا على الإستشارة لإنها نفس مشكلتى تقريبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً