الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أني أشتم الناس وأندم على ذلك، فهل من خلاص من هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 22 سنة، متخرج، وأبحث عن عمل، رغم أني اجتماعي نوعا ما، ولا أعاني مشاكل في الحديث مع الناس، إلا أني أتخيل أحيانا عند تذكر محادثة ما أني شتمت الشخص الذي يتحدث معي أو ضربته أو بصقت عليه -أجلكم الله-، عندها أشعر بالندم، وألوم نفسي رغم عدم حدوث ذلك.

وأحيانا أتخيل أني سأقوم بفعل ذلك مع الشخص الذي يتحدث معي في ذات اللحظة، وليس عند التخيل، إضافة إلى ذلك أتخيل وأنا في صلاة الجماعة أني صرخت بأعلى صوتي في المسجد، عندها أشعر بالندم والخجل، رغم أن ذلك لم يتعد حدود الخيال.

أتوقع أن الأمر له علاقة بالكبت الناتج عن التوترات وغيرها، فإذا كان كذلك، فكيف يمكن تفريغ هذا الكبت؟ وهل في هذه الحالة خطورة ما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الذي يحدث لك لا أعتقد أنه من الكبت أو شيء من هذا القبيل، هذا نوع من المخاوف الوسواسية، وهي حالة معروفة لدينا في الطب النفسي، والذي أؤكده لك وبصفة قاطعة أن الذي تخاف منه لن تقوم به، هذا أمرٌ معروف جدًّا، خاصَّةً موضوع الصراخ بأعلى صوتٍ في الجامع.

أتاني منذ مدة قريبة رجلٌ فاضل، تأتيه فكرة أنه حين يكون في منتصف الصلاة سوف يبدأ بالغناء بصوتٍ مرتفع، وهذا نوع من الوسواس ولا شك في ذلك، ونفس فكرة الخوف من الاعتداء على الآخرين هي أيضًا وسواسية الطابع، فاطمئن –أيها الفاضل الكريم– حقّر هذه الأفكار تمامًا، لا تُعطيها أي نوع من الاهتمام، وأنت تحتاج لتناول دواء بسيط، عقار (بروزاك) والذي يُعرف علميًا باسم (فلوكستين) سيزيل إن شاء الله تعالى عنك هذا الفكر الوسواسي تمامًا.

إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تستطع فحاول أن تتحصَّل على الدواء، وهو في معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية، وهو دواء سليم جدًّا، والجرعة هي: أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تناولها بانتظام لمدة شهرٍ، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم، ليس له آثار جانبية أبدًا، فقط بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يؤخّر القذف المنوي قليلاً، لكنه لا يؤثِّر أبدًا على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً