الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سئمت العيش مع عائلة لا تفهمني.. فما نصيحتكم؟

السؤال

أنا فتاة في الـ 18من عمري، كنت طالبة متفوقة جدا، لكنني عانيت من اكتئاب حاد ومن الوسواس القهري، مما أدى إلى رسوبي في امتحان الدخول إلى الجامعة، وقد أدى ذلك إلى تغيير معاملة أهلي لي وكرههم الشديد لي، وهذا زاد من حالة الاكتئاب عندي، ودفعني إلى الإكثار من الأكل، وقد ازداد وزني بشكل جنوني ووصل إلى 60 كغ في ظرف قصير.

وقبل فترة قصيرة تشاجرت مع والدتي بسبب ضغطها الشديد علي، وإحباطها لي بأنني لن أنجح أبدا، فطلبت منها عدم التدخل في خصوصياتي، فغضبت ودعت علي، طلبت العفو منها لكنها أقسمت بأنها لن تسامحني أبدا ولن تكلمني طوال حياتي، والآن ازدادت حالة الاكتئاب عندي، وأصبحت أفكر في وضع حد لهذه الحياة المضطربة بعد أن سئمت العيش مع عائلة لا تفهمني ولا تقدرني، مع العلم أن الجميع يرفضون الحديث إلي منذ رسبت، وحتى بعد أن اعترفت بمشاكلي النفسية رفضوا مساعدتي أو حتى تصديقي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ندى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية. أيتها الأبنة الفاضلة الرسوب في الامتحان ليس نهاية الأمر وليس نهاية الحياة وليس نهاية أي شيء، قد يحدث وبالفعل يتأثر الإنسان وبعض الأسر -خاصة الوالدين- يأخذون هذا الأمر مأخذ شديداً على أنفسهم، والسبب في ذلك أن كل أم وكل أب يريد من أبنائه أن يكونوا من أفضل الأبناء في سلوكهم في أفعالهم في دراجاتهم العلمية وهكذا، وحين لم تنجحي حصل هذا الإحباط وكانت ردة الفعل من جانب أهلك عليك شديدة بعض الشيء.

وأنا حقيقة لا أمتلك الحقائق كاملة لكن أتصور أنه ربما يكون هنالك جانب من التقصير من جانبك، وأرجو أن تسامحيني في هذا، بمعنى أنك لم تستعدي للامتحانات الاستعداد التام، لأنك إذا قمت بالاستعداد التام وكنت مواظبة على المذاكرة ومراجعة دروسك حتى وإن رسبت أعتقد أن الأهل سوف يتقبلون ذلك.

لكن أعتقد أن ردة فعلهم كانت شديدة عليك إلى أنه ربما يكون هنالك نوع من الإهمال من جانبك، لا بد أن ننظر للأمور بعقلانية وبمنطق حتى نعالجها، العلاج أيتها الفاضلة الكريمة أؤكد لك أن محبة والدتك موجودة وكونها دعت عليك هذا الأمر أمر لفظي فقط وليس من قلبها ولا من عقلها.

المطلوب منك الآن هو تغيير منهجك في معاملتك مع أسرتك وفيما يتعلق بالدراسة، ففيما يتعلق بالدراسة يجب أن تعطيها أسبقية مهمة جداً، يجب أن تنظمي وقتك، والذي لا ينظم وقته لا يستطيع أن يدرس ولا يستطيع أن ينجح، نامي نوما ليليا مبكرا، استقيظي مبكراً، صلي الفجر بعد ذلك ابدئي في الدراسة لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة، هذه الفترة -أي المذاكرة الصباحية- من أفضل الأوقات؛ لأن درجة استيعاب الإنسان تكون فيها عالية جداً، وبعد ذلك اذهبي إلى مدرستك وحاولي أن تكوني منتبهة جداً مع المعلمات، وحين ترجعين خذي قسطا من الراحة ثم ذاكري مرة أخرى، وبعد ذلك يمكن أن ترتاحي قليلاً وترفهي عن نفسك بشيء طيب، جالسي والدتك وجالسي أسرتك.

أود منك أن تقترحي على الأسرة أن تقوموا بعمل حلقة قرآن في البيت مرتين في الأسبوع مثلاً، هذا الاقتراح لا أحد يستطيع أن يرفضه، وأعتقد أنه سوف يحببك عند أهلك، خذي هذه المبادرة وابدئي بدايات صحيحة وجديدة، وإن شاء الله تعالى ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي، ولا بد أن يكون لك وجود أساسي في أسرتك تكونين شخصا فعالا لا تعطي وعودا فقط لوالدتك أو لأعضاء الأسرة، إنما طبقي بالفعل، تكون هنالك خطوات عملية من جانبك، وإن شاء الله تعالى ترجع الأمور إلى مسارها الطبيعي داخل الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً