الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مللت من تعليقات الناس على قصر قامتي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، طولي 154 سم، ووزني 40 كلغ، أعاني من النحافة، وقصر القامة، أرغب بزيادة طولي لو 5 سم على الأقل، كما أرغب أن يصبح وزني مثالياً، ولكن شهيتي للأكل قليلة، وغالباً ما أتناول طعامي مرغمة، وعندما أشرب الحليب أشعر باضطراب معدتي بشكل سيء، فهل للتغذية دور في قصر القامة، أم للوراثة دور في ذلك؟

طول إخوتي الشباب من 175 سم فما فوق، وطول أخواتي البنات 160 سم، أمي قصيرة، وأبي طويل، فغالبًا أسباب قصري وراثية، وزادها سوءا تغذيتي، لقد مللت من تعليقات الناس، فهم يعتبرونني أصغر من سني الحقيقي، مرت علي فترات أصبحت أشعر بالإرهاق والدوار، فذهبت للطبيب، وبعد الفحص أخبرني بأنه بسبب عدم تناولي للطعام، وطلبت منه صرف بعض الفيتامينات لي، ولكن والدي رفض ذلك رغم أن وضعه المادي جيد، وقال: أنني لست بحاجة لها، ويكفيني الغذاء السليم، لكن شعري يتساقط من الجذور بشكل فظيع، كما أنني أشعر بالقلق، ولا أنام بشكل متواصل بسبب الكوابيس التي تزعجني، وكأن أحدا يراقبني ويوقظني من نومي ليلاً.

في إحدى المرات كنت في غرفة أمي، ويوجد في غرفتها حمام، وكنت قد وضعت سماعات الأغاني في أذني، ووقفت أمام المرآة، وبدأت بالرقص بجانب أختي الصغيرة التي لا تتكلم بشكل جيد، وفجأة بدأت أختي تصرخ وتبكي، وتشير لشيء أمام الحمام، رغم أن الباب كان مغلقاً، ومنزلنا مريح جداً، ولم أشعر بالخوف قط وأنا فيه، فأخبرتني بأنها رأت وحشاً، عندها خفت، وأطفأت الأغاني، وفتحت القرآن.

ومرة أخرى كنت أرتدي ملابس جديدة، وأفتح الأغاني في الليل وأرقص أمام المرآة، وقد كنت معجبة بنفسي بشكل ملفت، وحين خلدت للنوم، رأيت عند باب غرفتي وأنا بين اليقظة والنوم شيئا مخيفا يرتدي أسود، كان يقترب مني، فأصابني الجاثوم، ولم أستطع التحرك، وبدأ يقترب وكان بيننا مسافة، ولا أعلم كيف رفعت سبابتي وقلت لا إله إلا الله، فاختفى، ولكن باب غرفتي كان أبيض مثل منزلنا السابق، وهو بني اللون في هذا المنزل، كما أن الجاثوم كان يأتيني بكثرة في منزلنا السابق، مع أن أختي كانت معي في الغرفة قبل زواجها، وفي كلا المنزلين كانت غرفتي قرب الحمام.

ومنذ ذلك اليوم أصبحت أشعر بالخوف، ولا أنام ليلاً دون أن أفتح سورة البقرة، وأحاول النوم على وضوء، مع ذكر آية الكرسي، وأذكار النوم، وأواخر سورة البقرة، فلم أعد أرى شيئاً، ولكن في إحدى المرات حلمت أن أحد الجن يعذبني أثناء قراءة القرآن، وكنت أحاول الإفلات منه، وهو يضحك، وفي داخله خوف كبير، وعندما استقيظت وجدت ظلا يتخبط على باب خزانتي، هذا الظل يمكن أن يكون من النافذة، من إحدى السيارات، ففتحت سورة البقرة، وتوضأت وصليت الفجر، ثم عدت للنوم مرة أخرى.

بالأمس كنت متعبة كثيراً، وخلدت للنوم على صلاة المغرب، ورأيت الشيء الأسود المخيف الوجه ذاته في المنام، وكان يعذبني وأنا في سريري، فاستيقظت وفتحت سورة البقرة وعدت للنوم، رغم أنني قرأت أذكاري قبل النوم، ما عدا المعوذات.

أرغب بالتحسن للأفضل، وأطلب مساعدتكم. أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

قصر القامة الذي لديك نسبي، وليس بالقصر الشديد أبداً، والعوامل الوراثية قد تلعب دوراً أساسياً، أو ضعف التغذية في أثناء فترة التكوين البيولوجي، لا تشغلي نفسك بهذا -أيتها الفاضلة الكريمة- كوني طويلة القامة من حيث السلوك الجميل والرفيع، والأخلاق العالية والمحترمة، هذا أفضل لك كثير من أن تبحثي عن طرق قد لا تجدي لأن تجعل قامتك أطول مما هي عليه، قناعتك بما خلقك الله تعالى عليه يجب أن تكون قوية وثابتة هذا مهم جداً، الإنسان لا يحكم عليه بطوله أو بقصره، إنما يحكم عليه بأفعاله، وإنجازاته، ومهارته، وتفوقه، فاجعلي هذا طريقك.

بالنسبة لشعورك بالقلق، وموضوع الكوابيس والرعب الذي أصابك، وموضوع الجاثوم، هذا يدل على أنك شخصية قلقة بعض الشيء، ومن يقلق تأتيه بعض المخاوف خاصة من البنات، وأنت -بفضل الله تعالى- حين تصابين بهذا القلق والخوف، تلجئين إلى القرآن والدعاء والذكر، وهذا أمر طيب، لكن موضوع الاستماع إلى الغناء أمر حقيقة أراه مزعجا، مزعجا بالنسبة لك دون أن تشعري بذلك، فأنت تستمعين للقرآن، وتستمعين لسورة البقرة، وما الذي يجعلك تستمعين إلى هذه الأغاني، لا يمكن أن تجمعي بين هذه المتناقضات -أيتها الفاضلة الكريمة-، أنا أقدر مشاعرك جداً، ولا أشك أبداً في أخلاقك الرفيعة والتزامك الديني، لكن رأيت من الواجب أن أوجهك على أن الإنسان إذا جمع متناقضات في حياته، هذا يؤدي إلى القلق التوتر والخوف، وعدم الاستقرار النفسي.

فتجاهلي هذه المخاوف، ولا أريدك أبداً أن تضعي في تفكيرك أموراً واهية، ومخاوف لا مبرر لها، أنت بخير -إن شاء الله تعالى- سوف تكونين على خير، نظمي حياتك، اجتهدي في دراستك، وكوني إنسانة فعالة في داخل المنزل، قوية الشخصية، ومفيدة لنفسك ولأهلك، لا أعتقد أنك في حاجة إلى أي علاج دوائي، هذه مجرد مخاوف بسيطة مكتسبة وسوف تزول، والتجاهل هو العلاج الرئيسي لذلك.

بارك الله فيك وجزاك خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً