الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج مراجعة الطبيب ولكني مهمل ومتراخٍ في ذلك، فما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدية أحب أن أحيي جميع العاملين في هذا الموقع بدون استثناء على الجهود التي يقومون بها في خدمة الأمة الإسلامية، وكل شخص ألم به المرض.

كما أحب أن أشكر شكراً خاصاً الدكتور العزيز محمد عبد العليم على الأعمال التي يقوم بها، وفي طريقة أجوبته المفصلة والشافية على أسئلة المرضى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خلفيته العلمية التي أعطاه إياها الله سبحانه وتعالى لينفع به عباده، وأسأل الله لي وله النجاح في حياته العلمية والعملية، ونفع الله به وجعله ذخرا للأمة الإسلامية.

في الحقيقة أحببت أن أستشيرك يا دكتور في الإهمال والتماطل في عدم الذهاب للطبيب النفسي، سبق وأن ذهبت للطبيب وشرحت له مرضي وهو القلق العام أو الرهاب الاجتماعي وطلب مني مراجعته بعد أسبوع أو أسبوعين، ولم أتمكن من الذهاب بسبب ظروف خاصة، وبالرغم أن المرض لا زال موجودا، وأريد أن أتعافى منه -إن شاء الله- ولكن كل ما أريد هممت بالذهاب شيء ما يجعلني أتأخر، وأؤجل الموضوع، وأقول ليس الآن، وهكذا كلما أريد تحديد موعد للذهاب شيء ما يجعلني أؤجل، وبالرغم أن الإرادة والعزيمة في الذهاب للطبيب قوية، لكني لا أعرف من الذي يجعلني أماطل، هل هو الشيطان أما ماذا؟ لأن الشيطان كما هو معروف يفرح بحزن المؤمن ويريده أن يبقى حزينا طوال عمره.

سؤالي: من الذي يجعلني أماطل وأؤجل في عدم الذهاب للطبيب؟ هل هو الشيطان أم ماذا؟ وبماذا تنصحني؟

أرجو إجابتي لو تكرمت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي الكريم – وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة، فنسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: التكاسل والتقاعس والتردد والمماطلة أو عدم إبداء الاستعداد الحقيقي للذهاب إلى الطبيب النفسي أمرٌ معروف جدًّا، والذين يُعانون من القلق والتوترات والوساوس دائمًا تجدهم على هذا المنحى، يعزم الواحد في يومٍ ويريد أن يذهب إلى الطبيب ثم بعد ذلك يتردد، وأعتقد أن هذا مرتبط بموضوع الوصمة الاجتماعية.

الطب النفسي أُسيء له كثيرًا فيما مضى، والكثير من الناس شكّكوا في جدوى الطب النفسي، وقطعًا هذا الكلام ليس صحيحًا، الطب النفسي طب ممتاز، متطور، راقي، وقدّم الكثير من الناس، فأعتقد أن تأثير الوصمة الاجتماعية حتى وإن لم تستشعره لكنّه يلعب دورًا على مستوى العقل الباطني في موضوع التردد هذا.

في بعض الأحيان يكون الإنسان مترددًا؛ لأنه يعتقد أنه يمكن أن يحتوي هذا الأمر – أي هذه العلة التي يعاني منها – والأمر لا يتطلب الذهاب إلى الطبيب.

أخي الكريم: الأمر يتطلب النيّة الصادقة، والنية كما تُعرَّف هي العزم والقصد، أن تعزم وأن تقصد دون أي تردد، والإنسان دائمًا من الناحية السلوكية – كما نقول – هو مثلَّث: ضلعه الأول الأفكار، وضلعه الثاني: المشاعر، وضلعه الثالث: الأفعال.

الأفكار قد تكون مترددة، المشاعر قد تكون سلبية، وهذا ينتج عنه ألا يفعل الإنسان شيئًا مفيدًا، لذا نقول للناس: فعِّلوا ضلع الأفعال وأنجزوا مهما كانت مشاعركم أو أفكاركم، وهذا يعود عليكم بخير كبير، يأتي بما نسميه بالمردود النفسي الإيجابي، حين تنجز شيئًا ولو بسيطًا يؤدي إلى تغيير في فكرك ومشاعرك، فكن على هذا النمط - أيها الفاضل الكريم -.

موضوع تدخلات الشيطان: لا أرى ذلك – أخي الكريم – لكن يجب أن نستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ونستعين بالله على الشيطان الرجيم، ويجب أن نكون حريصين جدًّا على أذكار الصباح والمساء، فهي واقية وحصنٌ حصين من الشيطان، ولا مانع من رقية الإنسان نفسه ولو تكرارًا ومِرارًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً