الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس المشتملة على جوانب كثيرة من الحياة

السؤال

من المعروف أن الوسواس القهري ينحصر في فكرة معينة تظل تلح على المرء بدرجة غير محتملة، ماذا لو اتسع نطاق الوسوسة إلى حدود لا قياس لها، حتى أنها تكون شملت معظم جوانب الحياة، ويكون المريض وقتها مكترثاً بما شغلته هذه الوسوسة من مساحة من حياته اليومية أكثر منها معاناةً من الإلحاح، إلى جانب انخفاض كبير في المعنويات، وميل شديد للحزن (ماذا يكون العلاج؟) وما هي أبعاد التخلص من كافة آثار الوسوسة، خاصةً ما صار غير محسوس منها بالنسبة للمريض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في مثل الحالة التي وصفتها -أي أن يُصبح الوسواس يشمل الجوانب الكثيرة من الحياة- يعني ذلك أن الإنسان يُعاني أصلاً من سمات الشخصية الوسواسية، ثم أتت الأعراض الوسواسية، وظهرت في شكل أنواعٍ مختلفة من الوساوس، بمعنى أن الشخصية كانت تربة خصبة لتعدد أنواع الوساوس.

خط العلاج يُعتبر واحداً مثلما هو في حالات الوساوس المنحصرة في أمورٍ معينة، أما بالنسبة لعسر المزاج، والشعور بالإحباط المصاحب، فهذا غير مستغرب، حيث أن 60% من مرضى الوساوس القهرية يعانون من درجةٍ متفاوتة من الاكتئاب النفسي، وبفضل الله تعالى كل الأدوية التي تستعمل الآن لعلاج الوساوس القهرية هي في الأصل أدوية لعلاج الاكتئاب النفسي، ويُعتقد ولدرجةٍ كبيرة من التأكد واليقين أن المنشأ البايلوجي للاكتئاب والوساوس القهرية هو واحد، وذلك نسبةً للخلل الذي يُصيب مادة السيروتينين بأنواعها السبعة المعروفة لدى الأطباء النفسيين والباحثين.

طريقة العلاج هي أن تبذل كل جهدك من أجل مقاومة هذه الوساوس، وعدم الاستسلام لها، وبما أن وساوسك من النوع المركب، فلابد أن يكون العلاج الدوائي علاجاً مكثفاً، وستكون النتائج إيجابية جداً بإذن الله تعالى، وعليه يا أخي أنصحك أن تبدأ العلاج بدوائين، أحدهما هو البروزاك، والآخر هو الفافرين، تبدأ بجرعة البروزاك 20 مليجراماً في الصباح، وجرعة الفافرين 50 مليجراماً ليلاً بالتدرج، ثم ترفع جرعة الفافرين بمعدل 50 مليجراماً كل أسبوعين، حتى تصل إلى 200 مليجرام ليلاً، ويحبذ أخذ الدوائين بعد الأكل، وتستمر على هذه الجرعة العلاجية والمكثفة بعض الشيء ولكنها سليمة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الفافرين إلى 100 مليجرام فقط، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعدها يمكن أن توقف البروزاك، وتستمر على الفافرين 100 مليجرام لثلاثة أشهر أيضاً، بعدها يمكن أن تخفضه إلى 50 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه .

أنا على يقينٍ إن شاء الله أنك سوف تتحصل على فوائد علاجية كبيرة، وسيختفي الاكتئاب بإذن الله، وتضمحل الوساوس حتى تختفي .

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً