الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت القدرة على التفكير وأشعر بأني سأجن، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 18 سنة، وبدأت مشكلتي تدريجيا تقريبا قبل 4 سنوات، ثم بدأت تتطور أكثر، وهي: أني أشعر بالجنون، وأحيانا لا أستطيع السيطرة على نفسي، وأحس أن هناك شيئا خارقا سيحصل، أو سيطير عقلي بسبب خيالي الواسع، فمن صغري خيالي قوي جدا، لدرجة أني أشعر بأنني بدأت أفهم حياة أخرى تماما ليس مثل الناس، أما الآن فأنا أشعر بأني لا أستطيع أن أركز أو أفكر بشكل طبيعي.

أشعر بأن هناك شيئا برأسي كأنه سيقودني إلى الجنون، لدرجة أني أصبحت منعزلا جدا، على الرغم من أنني كنت في طفولتي اجتماعيا، أما الآن فقد ضاقت بي الحال، لدرجة أني صرت غريبا عن الناس مثل المجنون.

مع أني أعلم بأني بحالة ممتازة، ولكن يبدو أن الخيال الواسع قد أثر بطفولتي، أرجو النظر لمشكلتي لأنها أتعبتني وأنهت طفولتي وشبابي، وأشعر بأني سأضيع إن لم تحل المشكلة، فأنا لم أعد أستطيع التفكير أبدا، وأشعر بأني سأجن.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ enes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

لعلك تدرك أن سؤالك ليس واضحا تماما، وإن فهمنا أنك تشتكي من قوة وكثرة خيالاتك، وثانيا من شعورك وكأن شيئا على وشك أن يحدث لك، بحيث كأنك ستفقد عقلك، أو كما عبّرت عن هذا بأن أمرا خارقا قد يحدث، وبأنك ستجن.

طبعا يمكننا ومن خلال ما ورد في سؤالك أن نقول: بأن هناك أمورا تزعجك، سواء في مشاعرك الداخلية، أو في طبيعة تكيّفك مع الحياة من حولك، وإن كنت لا تدري ما هو، وبالتالي صعب عليك أن تخبرنا به وبشكل دقيق.

وفي مثل هذه الحالات يمكننا أن ننصح بأمور الثلاثة التالية:

الأول: أن تذهب لعيادة طبيب عام، ليقوم بفحص الحالة الصحية العادية، وربما القيام ببعض اختبارات الدم البسيطة، لينفي أو يؤكد مرضا بسيطا تعاني منه، كأن يكون نقص فيتامين مثلا، والذي يمكن تعويضه بسهولة عن طريق تناول هذا الفيتامين الناقص، إن وجد، أو غيره من الأمور البسيطة كفقر الدم الخفيف، أو التعب العام، أو سوء التغذية، وإن كان سؤالك لم يتضمن أي مؤشرات لذلك.

الأمر الثاني: أن تتحدث وبشيء من التفصيل عما تشعر به مع شخص تثق به، سواء داخل الأسرة، أو حتى المرشد النفسي في الكلية أو المدرسة التي أنت فيها، فربما أنك ما زلت في المراحل التعليمية، وإن لم تخبرنا بهذا في رسالتك. فقد يكون ما تعاني منه إنما هو ردة فعل على بعض الصعوبات الحياتية لأمور أسرية أو اجتماعية أو مدرسية أو غيرها، ويمكن لهذا الشخص المستشار أن ينصحك بما يمكنك فعله لتخفيف هذه الأعراض التي تزعجك.

وهناك احتمال أن ما تعاني منه ربما له علاقة بغربتك في أمريكا، ويعتمد هذا على المدة التي تعيش فيها في أمريكا، وخاصة إذا انتقلت لهناك منذ فترة قريبة.

والأمر الثالث: وخاصة إن أقلقك الأمر كثيرا، بأن تراجع عيادة طبيب نفسي (psychiatrist)، أو حتى أخصائي نفسي (psychologist)، ممن يمكن أن تشرح له ما تشعر به، وبالتالي يضع لك التشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج أو التوجيه المناسبين.


أرجو أن يكون في هذا الفائدة، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والصحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً