الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك حل أو علاج لسرعة غضبي وضيقي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 23 سنة، جامعي متخرج، أنعم الله علي بأشياء عديدة في حياتي، ولا أعاني من مشاكل كبيرة، ولكن مشكلتي الوحيدة هي أنني عصبي وأغضب من أتفه الأمور، ويرتفع ضغطي، وقد تطول فترة غضبي وضيقي لتصل إلى 6 أيام، وبسبب هذا الأمر أجد صعوبة في بناء علاقات اجتماعية جديدة، فبماذا تنصحونني؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

في كثير من الأحيان يكون الغضب والعصبية عبارة عن عرض للمشكلة وليس المشكلة بحدّ ذاتها.

فليس غريبا عندما يكبت الإنسان مشاعره مرة بعد مرة أن يأتيه وقت "ينفجر" فيه بالعصبية والغضب ولو أمام أمر بسيط، أو أمام شخص ليس له علاقة حقيقية بسبب هذا الانفجار، إلا أنها تراكم هذه العواطف.

هناك دور كبير للعواطف في حياتنا، فهي تخبرنا عن حالتنا النفسية، وعلينا الاستماع إليها، وأن لا ننتظر حتى تصرخ هذه العواطف في وجوهنا غضبا، فهي تريد أن تخبرنا بأمر ما.

ومن طبيعة العواطف أنها متراكمة، وقد تختفي لبعض الوقت إلا أنها تبقى قابعة تحت السطح، حتى تأتي لحظة غير متوقعه فيفرغها الإنسان بشكل أو آخر.

وكما أشرت في سؤالك: فأنت تكبت ربما مشاعرك مع الناس، وخاصة عندما تكون هناك خلافات معهم في بعض الأمور، وربما من بعدها تجد نفسك تفرغ بعض هذه المشاعر مع مواقف أخرى فتشعر بالغضب والانفعال، مما يؤنب ضميرك، لأنك في الواقع تتمنى لو استطعت تحمل هذه المواقف.

طبعا الكثير من هذه الحساسية ستخف من خلال الزمن، فأنت ما زلت في 23 من العمر، وتجارب الحياة ستعلمك كيف تتحمل ما يمكن أن تسمعه أو تراه من الآخرين، بحيث لا يؤثر عليك هذا التأثير الشديد، فصبرا على نفسك.

وأحيانا قد يكون الغضب بسبب تجارب مؤلمة في طفولة الإنسان، فإذا كنت مررت بتجارب كثيرة مؤلمة في طفولتك، وتريد أن تتخلى عن بعض آثارها ونتائجها، فربما يعينك كثيرا أن تجد شخصا مناسبا، كصديق وفيّ، أو أخصائي نفسي، تتحدث له وتفضفض عن بعض ما مرّ معك، ولعل هذا يخفف من الضغط الكثير الذي في داخلك، والذي يظهر بين الحين والآخر بشكل العصبية والغضب.

ومما يساعدك أن تقوم بالتفريغ التدريجي عما في نفسك من العواطف والمشاعر، وأولا بأول، كما يقولون، وعدم جعل الأمور تتراكم كزجاجة المياه الغازية، ومن ثم الانفجار بالغضب!

ويمكنك التفريغ عن مشاعرك بالتعبير عن نفسك عندما تكون في حالة عاطفية معينة، فعندما تشعر بالانزعاج قل للشخص أمامك بأنك تشعر بالانزعاج بسبب كذا وكذا، ونفس الشيء عند الفرح.

وطبعا هناك طرق صحية وأخرى غير صحية لتفريغ العواطف، ومن مثال الطرق الصحية: الحديث المباشر بما يعتلج في نفوسنا، وأمام الشخص المعني، ولكن بطريقة مقبولة، أو من خلال القيام ببعض الأعمال المفيدة كالصلاة وتلاوة القرآن والرياضة والمشي والرسم..

ومن الطرق غير الصحية: الغضب الشديد والانفجار، أو تناول الأدوية المهدئة والمسكنة أو التدخين، أو كل ما يحاول الشخص القيام به ليخفف من ضغوط الحياة وتوتراتها إلا أنه يعود عليه أو على الآخرين بالضرر.

وأمام الإنسان الاختيار بين الطريقتين، وأحيانا عندما نهمل أنفسنا، فقد نجد أنفسنا ننساق وراء الطريقة السلبية للتعبير عن عواطفنا، فنشعر بالندم والحزن.

وفقك الله، وكتب لك راحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً