الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من يسيئ إلي ويستغلني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف أتعامل مع من يسيئ إلي، ولا يندفع بالتجاهل أو بالتذكير بالله، ولا يندفع إلا إذا ضربته، هل علي إثم إذا بادرته بالضرب؟ علما إنه سوف يكف شره.

تعرضت للاستغلال عندما كنت طالبا في الجامعة، والذي استغلني خدعني، وهو أيضا لا ينفع معه النصيحة والتذكير بالله، ولا يندفع إذا منعته، وبعد أن منعته في العطلة الصيفة سلم علي، وقلت أنه سيتوب، لكنه رجع واستغلني، فهل علي حرج أو إثم إذا قمت بضربه؟ لأنه ارتكب منكرا وغشني، أريد أخذ حقي منه، وقد علمت كيف أنه استغلني بعدما تصفحت في النت، وقرأت مقالا كيف تتخلص من المستغل؟

أخيرا هل الظلم منكر؟ وهل علي إثم إذا دفعته باليد دون المعاملة بالمثل؟

جزاكم الله خيرا على سعة صدوركم، وكتب الله ما تقدمونه لشباب المسلمين في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح حالك.

أما جواب الاستشارة الأولى، فالذي عليك شرعا دفع هذا المعتدي بالأسهل فالأسهل، تدفعه بداية بالإعراض عنه، وتجاهل ما يستفزك به عملا بقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [ سورة القصص اية ٥٥ ]، فإذا لم يندفع بالأعراض عنه، فلا باس أن يدفع بكلمة فيها شدة وقسوة دون استعمال اليد، فإن لم يندفع بذلك فلا بأس من استخدام اليد وبشروط أذكرها لاحقا.

- أما الاستشارة الثانية، فلعل ما فيها يشبه الاستشارة الأولى، والجواب عليها: يجب في البداية هجر هذا الذي استغلك وغشك وقطع العلاقة معك؛ لما ذكرت عنه أنه رجل سيئ الأخلاق، وإذا جاء يريد التواصل معه فحاول الإعراض عنه، وترك المجلس الذي يأتي إليه، وإذا حاول استغلالك مرة أخرى أزجره بكلام شديد، فإذا لم ينفع ولم يجد زجره بالكلام، فلا بأس من استخدام الضرب باليد.

- يشترط لاستخدام اليد في دفع المعتدي أو المستغل أن لا يؤدي إلى فتنة أو تدخل الشرطة بينك وبينه، وألا يؤدي إلى أذى شديد لا تحتمله، ولا تبالغ في استخدام اليد، واجعل ذلك بقدر الحاجة، ولا تضرب في الوجه، لورود النهي عن ذلك شرعا.

وفقك الله إلى مرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً