الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب الدورة هل بسبب التكيس أم غيره؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 19 عاما، منذ عام 2014 كنت أعاني من تأخر الدورة الشهرية وآلام البطن الحادة.

ذهبت إلى الطبيبة في شهر أغسطس وشخصت إصابتي بتكيس دموي بحجم 4.3cm على المبيض اليمين، ولم آخذ أي علاج، وبعد 6 أشهر (شهر فبراير) فحصت بالموجات الصوتية وأخبرني الطبيب بعدم وجود أي تكيس أو أنه قد زال، الدورة انتظمت وأصبحت تنزل كل 30 يوما ولكن في اليوم الأول تنزل نقطة بنية ولا أرى شيئا إلا بعد يومين ينزل القليل من الدم لمدة يومين آخرين وتنتهي، أما في السابق كانت تستمر لمدة 6 أيام.

ومنذ بداية هذا العام تابعت الدورة فكانت تنزل أحيانا كل 30 يوما، وأحيانا كل 40 يوما وأكثر بالتزامن، ومدتها لا تزيد عن يومين ونصف اليوم، وكميتها قليلة جدا، ووزني زاد زيادة مفاجئة بعد أن كان 70 كلغ في عام 2015 أصبح 79 كلغ، مع تركز الوزن على البطن، وأشعر بالخمول والثقل، وكثرة التعب والصداع، وكثرة البثور على الوجه، فبشرتي ليست بالدهنية، وكثرة البكاء، ووخزات على الظهر والبطن.

وقريبا صرت أميل للسكر مع أنني لا أطيقه في الأصل؛ فهل من الممكن عودة الكيس مرة أخرى؟ وهل كان من المفترض أن يعالج ؟ وهل لتكيس المبايض علاقة بالسكري؟ وهل يمكن إصابتي به؟ فأنا لا أستطيع زيارة الطبيب في هذه الفترة.

وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

على الأرجح بأن الكيس الذي شخص لك كان كيسا وظيفيا وليس كيسا مرضيا, أي أنه كان ناتجا عن التبويض؛ وذلك لأنه اختفى من تلقاء نفسه, فالأكياس المرضية لا تختفي من تلقاء نفسها بل تحتاج إلى علاج، وبما أن الدورة الشهرية عندك متباعدة وتتأخر إلى 40 يوما أو أكثر فقد يكون سبب ذلك هو وجود اضطراب هرموني ما ويجب معرفة سببه.

ومن الأعراض التي ذكرتيها فمن المرجح أن يكون لديك تكيس على المبيضين، والتكيس هو حالة تختلف عن الكيس ففيه لا تتمكن البويضات المتطورة من إكمال تطورها, ولا من إحداث الإباضة فتبقى البويضات حبيسة الأجربة وتستمر في إفراز الهرمونات التي تؤثر على انتظام بقية هرمونات الجسم وأيضا على بطانة الرحم, ومع الوقت قد تسبب بعض الاختلاطات, ومن ضمنها اضطراب عمل هرمون الأنسولين وهو ما يؤهب لحدوث مرض السكري وارتفاع الضغط, وتسمك بطانة الرحم, وغير ذلك من الاختلاطات لا قدر الله، لكن مع العلاج الصحيح يمكن تفادي كل تلك الاختلاطات -بإذن الله تعالى-.

وقبل القول بأن الحالة هي تكيس على المبيضين فيجب دوما نفي الأسباب الأخرى التي قد تعطي نفس الأعراض, ومنها اضطراب الغدة الدرقية، وارتفاع هرمون الحليب وغير ذلك لذلك أنصحك بمراجعة الطبيبة المختصة لعمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, ولعمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية وهي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح.

إذا تأكد بأن الحالة هي تكيس على المبيضين؛ فإن العلاج يجب أن يبدأ بخفض الوزن وممارسة الرياضة, ثم إضافة حبوب تسمى (غلوفاج) عيار 500 ملغ حبة في اليوم في الأسبوع الأول, ثم حبتين في اليوم في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات في اليوم بعد ذلك ولمدة 6 أشهر.

إذا لم تنتظم الدورة على هذا العلاج فيمكن استخدام حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون مثل حبوب (جينيرا أو ياسمين) لمدة من 9-12 شهر؛ فهذه الحبوب ستعالج التكيس, وستنظم الدورة، ولن تؤثر على الخصوبة مستقبلا بإذن الله تعالى, لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيبة المختصة.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً