الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي ظهرت عليها تصرفات غربية وشكوك وأوهام، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

عندي أخت، قبل سنتين وكانت بعمر 18 سنة، بدأت تظهر عليها تصرفات غربية وشكوك وأوهام وضلالات وعدوانية، وكانت لا تعترف بمرضها، وعلى الفور ذهبنا بها إلى طبيب نفسي، وأعطاها علاج استيلازين، وكمدرين، ولله الحمد، خلال أسبوعين عادت إلى طبيعتها وأفضل، واستمرت على العلاج حبة واحدة في المساء.

خلال شهر رمضان الماضي، وبعد عقد قرانها بدأت تظهر عليها قليل من العصبية والانفعال والتوتر، وفي ليلة الزفاف قبل ثلاثة أشهر دخل عليها زوجها، وعندما أحست بالألم نهض ولم يكمل العملية، وفي اليوم التالي طرأ تغير عليها وأنها لا تريد الزواج!

حاولنا إقناعها وفعلاً اقتنعت، لكن زوجها لم يتمكن من الدخول عليها، وحاول عدة مرات إلى يومنا هذا، رغم أنه عمل مخدراً موضعياً، ذهب بها زوجها إلى دكتورة الجنس وأفادت بأن لديها تشنج المهبل، والآن الفتاة لا تريد زوجها وترغب بالانفصال عنه نهائياً، وتقول: يوجد أشخاص أفضل منه، وأن الكثير يريدون التقدم لها والزواج بها.

ذهبنا بها إلى دكتورة نفسية، وأعطتها العلاج cipralex، وشربت منه يوماً واحداً فقط، وقالت إنها رجعت الأكل ولم تنم، ورفضت العلاج نهائياً!

أرجوكم أفيدونا ما هو الحل؟ وما العلاج المناسب والأفضل؟ وهل توجد حقن؟ لأنها ترفض تعاطي الحبوب بدعوى أنها ليست مريضة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك.

الحالة الشكوكية والظنانية والتوهمية التي أتتْ أختك في بداية الأمر هي حالة رئيسية لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها، والـ (استلازين) الذي أعطي لها كعلاج يُعتبر دواءً ممتازًا ودواءً فاعلاً، بالرغم أن له خمسة وثلاثين عامًا، دواء قديم لكنه ممتاز، وقد يؤدي إلى آثار جانبية مثل التخشُّب العضلي أو الرجفة، وقطعًا الـ (كمدرين) دواء ممتاز لعلاج هذه الآثار الجانبية إن حدثت.

أنا أرى أن العلاج الضروري جدًّا لأختك هو الاستمرار في مضادات الذهان، هذا مهم جدًّا، وما يظهر عليها من قلق وتوترات وربما تشنج مهبلي، أعتقد أن هذا ثانوي بالنسبة للحالة الذهانية التي تمر بها أصلاً.

إذاً الذهان هو جوهر المشكلة، ويجب أن يُعالج بصورة أكثر انضباطًا، والطبيبة النفسية قادرة تمامًا على أن تقوم بذلك.

عقار (سبرالكس cipralex ) الذي أُعطي لها هو دواء جيد مساعد لعلاج المخاوف والتوترات، لأنه يُعتقد أن التشنج المهبلي أصلاً قائم من خلال الخوف أصاب المرأة نسبة لما تسمعه من مفاهيم خاطئة حول المعاشرة الزوجية الأولى وفي ليلة الدخلة سوف يحدث كذا وكذا، هذه المفاهيم الخاطئة أضرت بالكثير من الفتيات.

موضوع التشنج المهبلي في حقيقة الأمر هو علة نفسية، وهو ليس تصنعاً كما يعتقد البعض، وفي بعض الأحيان ليس سهل العلاج، لكن بالمثابرة والمتابعة وببناء قناعات جديدة يمكن علاجه.

هذه الفتاة تحتاج لشرح وافي حول المعاشرة الزوجية، ويجب أن تُدرك التفاصيل التشريحية بالنسبة للأعضاء التناسلية عند المرأة، وكذلك عند الرجل، حين تفهم حجم المهبل وحين تفهم العضلات التي تحيط به، وحين تعرف أن المهبل هو مخرج الولد، وأنه لا مقارنة أبدًا بين حجم رأس الطفل وجسمه والعضو التناسلي عند الرجل، هذا يُحسِّن كثيرًا من القناعات عند النساء ويُقلل من التوتر، ويُساعد في علاج التشنج المهبلي.

إذاً الشرح الوافي من قِبل الطبيبة النسائية، وهذه الفتاة محتاجة لأن تمارس تمارين الاسترخاء بشكل منتظم، وتناول السبرالكس - كما أسلفتُ - سوف يفيدها تمامًا.

أما بالنسبة للحقن فعقار مثل سبرالكس لا يوجد في شكل حقن، أما الأدوية المضادة للذهان فتوجد في شكل حقن، هنالك دواءان أو ثلاثة يمكن إعطاؤهما عن طريق الحق، والحقن الموجودة بفضلٍ من الله تعالى هي حقن زيتية تعمل لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وتكون متوفرة في دم المريض، أي لا تُعطى يوميًا، تُعطى كل أسبوعين أو ثلاثة، وبدائل الاستلازين في هذا السياق هي الـ (رزبريادون) والـ (إنفيجا) وكذلك الـ (فلوبنتكسول) كلها موجودة في شكل حقن، وهي أدوية ممتازة مضادة للشكوك وللظنان.

تفهم زوجها لحالتها سوف يساعدها كثيرًا، أتمنى أن يتحلى بالصبر، وأن يتفهم طبيعة هذه العلة، وأن يكون ودودًا معها، وأن يكثِّف من اللعب الجنسي الشرعي في المراحل الأولى، ليس من الضروري أن يكون هناك إيلاج كامل أبدًا في المراحل الأولى.

هناك خطوة أيضًا أنصح بها في بعض الحالات المستعصية، وهي: أن تذهب المرأة إلى طبيبة النساء والولادة لتقوم الطبيبة بفض غشاء البكارة جراحيًا، وهذه عملية بسيطة لا تستغرق وقتًا، في خلال عشر دقائق أو أقل. هذا يُسهل كثيرًا، وقد حلَّ كثيرًا من هذه الحالات الصعبة، لكن قطعًا هذا يتطلب موافقة الزوجة.

بالنسبة لرفضها تعاطي الحبوب: أعتقد كل مريض يمكن أن يقتنع وأن يُقنع بتناول علاجه إذا تحصّل على الشرح الوافي والكافي من قِبل المعالج - أي الطبيب - وفي ذات الوقت إذا كانت هنالك مساندة تامة له فهذه السيدة الفاضلة هي في حاجة ماسة للعلاج، والعلاج سوف يصبُّ في مصلحتها، هنا نقول أن الشرح الوافي وبلطفٍ سوف يُقنعها بتناول العلاج الدوائي، علمًا بأنه لا تُوجد حقن لمثل هذه الأدوية، وحتى إن وُجدتْ لا ننصح بها.

أرجو اتباع كل الخطوات التي ذكرتها حول العلاج، وسوف تستفيد كثيرًا إن شاء الله تعالى منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً