الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة التخصص والانتقال عنه مع القرب من إكمال الدراسة

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة دخلت إلى كلية إدارة الأعمال؛ لأن معدلي ناسبها، في حين كنت أرغب بتخصص آخر! ودرست بصعوبة تخصصي -وهو التسويق- على مدار 4 سنوات، وحافظت على معدلي (جيد جداً) حتى وصلت إلى السنة الرابعة فصار معدلي (مقبول)، ورسبت بمادة أخرت تخرجي فصلا؛ مما صدمني؛ لأنني طالما كنت الفتاة المتميزة بأعلى العلامات، وطالما كنت أحصل على منحة بمدرستي! فتأخرت فصلا لأجل مادة واحدة، وقدمتها في الفصل الصيفي، وللأسف الشديد رسبت بالمادة مرة أخرى!

المادة ليست صعبة، لكن باتت روحي تضيق من الكلية وموادها، وكل شيء فيها! فأخبرت أهلي بأنني تخرجت، وأنني نجحت، وكذلك زميلاتي، وكل من أعرف، وبالفعل تكيفت نفسياً مع هذه الحقيقة! والآن أريد أن أحوّل إلى كلية أخرى! ما عدت أطيق كليتي، وموادها! وسيحسبون لي سنتين من أصل 4 سنوات، وأنا أحب التخصص الجديد! وحينها سأخبر أهلي، فماذا ترون!؟

أنا بحيرة شديدة، وألم أشد!
ساعدوني!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يبلغك منازل رضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!

فإن الإنسان يجتهد ويفعل الأسباب ويوقن بعد ذلك أن النجاح والتوفيق بيد الوهاب، والمسلم يثق بالله، وليس لطموحه حدود، فكرري المحاولات! وابحثي عن التخصص الذي يناسبك! واجعلي هدفك طاعة الله! وأخلصي في طلبك للعلم ومواصلة تعليم القرآن والمحافظة عليه! واسألي من أعانك على تعلم القرآن أن ييسر لك ما شئت من العلوم!

وإذا كان نظام الجامعة يسمح لك إعادة تلك المادة، فلا تضيعي مجهود السنوات السابقة، ولا مانع بعدها من مواصلة مشوار الطلب في ميدان آخر، وتخصص آخر، حتى لا تندمي مستقبلاً على عدم قطف ثمرة السنوات الماضية.

ولا تخبري بغير الصدق مستقبلاً، ولا تهتمي برأي الناس وكلامهم، فإن رضاهم غاية لا تدرك، ولذلك فقد حرص العقلاء على طلب رضوان الله فأرضى عنهم عبيده! ولا مانع من إخبار أهلك، ولن تعدمي عندهم نصحاً! ونجاح المؤمنة حقاً في طاعتها لله، وحفظها لكتابه، وقيامها مستقبلاً بواجباتها التربوية والتعليمية، وحرصها قبل هذا كله على طاعة الله.

ولا داعي للحيرة الشديدة، والألم! وكل ذلك لا يقدم ولا يؤخر، فلا تستسلمي للهموم، فإنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده وقدره! ونصيحتنا لك، ولكل طالب علم أن يسير في التخصص الذي يحبه ويميل إليه؛ لأنه سوف يبدع فيه ويتفوق، فلكل إنسان مواهب وملكات وهبها له رب الأرض والسماوات، فإذا اكتشفها ونماها أنتج وأفاد، وإذا كانت ظروفك تسمح لك بمواصلة الدراسة، فليس لطلب العلم حد،ٌ ولا يزال الإنسان عالماً ما طلب العلم! فإن ظن أنه علم، فقد جهل، ولكن أذكرك بضرورة أن تهتمي بالعلم الواجب الذي لا تصح صلاة ودين الإنسان إلا به! ثم بعد ذلك اطلبي ما شئت من العلوم والمعارف! وتخيري ما يبعدك عن مواطن الرجال وأماكن الشبهات! وحافظي على حجابك وسترك!

ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد! وأن يرزقك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً