الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني اقتناص فرص أكثر لاكتساب العلم دون الغياب عن المدرسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا على إتاحتكم الفرصة للأمة الإسلامية ليستشيروكم في أمور دينهم ودنياهم، فيسلم لهم دينهم ودنياهم.

سؤالي: أننا لم ندرس في المدارس في الصغر، لكون أبي كان يريد تسجيلنا في مدارس تحفيظ القرآن الحكومية لا غيرها، ولم يستطع، فجلسنا في البيت وبدأنا بحفظ القرآن في البيت، وأتممته في العاشرة من عمري، ثم طلبنا العلم في دورات شرعية كثيرة، وقفزنا الابتدائي في سنة، ودرسنا المتوسط انتسابا، والآن ندرس في ثانوية التحفيظ؛ لأن نسبة القبول في قسم الشريعة لمدارس التحفيظ أكبر، ولكوننا أجانب -وأملي بالله كبير أن سيجعلني من الراسخين في العلم-.

ونحن قد درسنا في سنوات كثيرة في الدورات أنواعا من العلوم الشرعية، ولأنه ليس في التحفيظ انتسابا، اضطررنا للذهاب طوال أيام الأسبوع، وعلمنا بالمناهج -ما عدا الحاسب والإنجليزي- أكثر بكثير من المقرر، فتضيع أوقاتي هدرا لعدم التمكن من الغياب، ولا أستطيع بسببها المواصلة في الدورات الشرعية التي قد سجلت بها، ولا حفظ المتون، ولا حفظ كتب السنن -التي أنوي حفظها جميعا إن شاء الله-.

وكما أعلمتكم فيما سبق عن دراستنا في الابتدائي كيف كان، فإني أحتاج الآن دراسة منهج الرياضيات للابتدائي؛ لاختبار القياس القادم + كتب القدرات، والوقت لا يسع لأجل المدارس، فأرجوكم ثم أرجوكم أنقذوني بفكرة من ما يلهمكم الله تعالى من الأفكار، كيف أستطيع أن أغيب على الأقل يومين من المدرسة في الأيام التي تكون المواد علوم شرعية فقط، شريطة أن لا ينقصوا درجات الغياب، ولا تقولوا في الوقت متسع في المساء وأيام الإجازة؛ لأنها لا تسعني، المدرسة تشغل جدا، وأنا أحتاج وقتا أكثر، أنتظر بحماس شديد إجابة شافية على سؤالي، كيف لهم أن يسمحوا لي بالغياب؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة, والتي تنم عن ذوقك وحسن خلقك, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

وأريد أن أساعدك من كل قلبي -يا ابنتي- فمن الواضح بأنك إنسانة ذكية ومجدة ولديك طموحات كبيرة, وإنسانة بمثل هذه الصفات الجميلة والراقية, هي إنسانة تستحق كل المساعدة وبكل تأكيد.

لكن -يا ابنتي- بما أنك تداومين دواما كاملا طيلة أيام الأسبوع, وبما أن المدرسة تشترط عدم الغياب بدون مبرر, فهذا يجعل الخيارات أمامك محدودة جدا, ففي مثل هذه الحالة ليس أمامك إلا خياران:

1- أن تطرحي مشكلتك على مديرة المدرسة، أو على الشخص المسؤول عن الطلبة، أو ما يسمى بالموجه أو counselor في الإدارة, فقد تتمكن من مساعدتك عن طريق تكثيف الحصص، أو الدروس لك، بحيث تدمج لك دروس يومين في يوم واحد, وبما أنك ذكية ومجتهدة، فستكونين قادرة على تحمل هذا الضغط في مقابل أن يكون لديك 2-3 أيام فراغ, تستفيدين منها للدراسة التي تريدينها.

2- إذا كان هذا الحل غير ممكن, فلا بديل لك إلا أن تتحملي الوضع الحالي, وتحاولين الاستفادة من أيام العطل العادية والرسمية وعطل نهايات الأسبوع, وأيضا الدراسة المسائية في الوقت المتبقي، وأعرف بأن هذا حل صعب عليك، ولا تتقبلينه -كما ذكرت لنا في رسالتك-، لكن أنصحك بأن تجربيه مهما بدا صعبا عليك, فالإنسان الموهوب والمثابر مثلك يمكن أن يتحمل أكثر من غيره, وهو قادر على مضاعفة طاقاته حسب الظروف التي يواجهها, وعندما تمر الأيام الأولى, وهي أصعب الأيام عادة، ستجدين بأن الأمر قد أصبح ممكنا, ونجاحك في هذه الخطوة سيعطيك دفعة قوية للاستمرار والتحمل أكثر -بإذن الله تعالى-.

هذه الطرق الصحيحة التي أمامك, ولا يوجد حلول أخرى, ولا أنصحك باتباع أي طرق ملتوية قد يدلك عليها البعض, كالإجازات المرضية أو غيرها، فالغاية لا تبرر الوسيلة, وهذا مبدأ يتنافى مع أخلاقنا، ومع تعاليم ديننا الحنيف.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً