الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وتتابع الأفكار السلبية في رأسي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة، أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من أفكار لا أعلم هل هي وسواسية أم طبيعية؟

منذ صغري في سن 4 سنوات كنت أعاني من الخوف من الموت والأمراض، وأي شيء بسيط يخيفني، وبعدها تحول إلى خوف من فقد أهلي وأقاربي، فعند سفر أحد أهلي أظل قلقة إلى أن يعود، وأخشى أن يصيبه مكروه في طريقه فيموت، وأحيانا خوف من الأمراض، وأحيانا أخرى خوف من العين والحسد، وأحيانا خوف من الأحلام وتفسيرها، وإلى اليوم هذا حالي، ولكن جميع هذه الأفكار لا تعيق نومي ولا دراستي -ولله الحمد-، ولكن تشعرني بالضيقة، علما بأني نشأت في عائلة لها تاريخ في الوسواس القهري، عدا الوالد وواحدة من أخواتي.

بعد أسبوع لدي رحلة سفر للسياحة، ولكنني قلقة، ولا أعلم لماذا أشعر بأنني إذا ذهبت سوف يصيب أحدا من أهلي مكروه بسبب ما قد يصيبني من حسد بسبب السفر؟

قبل شهر تقريبا حلمت حلما عاديا ليس بالمرعب، ولكنني شعرت بأن تفسيره سلبي، وأنه تحذير من الله لكي أمتنع عن السفر، وبعدها فسرته، وإذا بالتفسير جميل ومطمئن، وزالت هذه الفكرة ليومين، ومن ثم عدت للخوف والوساوس، وصليت صلاة الاستخارة ليعنني الله على اتخاذ قرار السفر أو عدمه، ولكنني بعد صلاة الاستخارة تارة ترجع لي الأفكار السلبية والوساوس، وأقول هذا من الله ليردني عن السفر، وتارة أشعر بأنها مجرد وساوس من الشيطان، وأن الأمر سخيف، فأعزم على السفر.

علماً بأن أوراق السفر لم تجهز بعد، فهل إذا حصلت مشكلة في تجهيز الأوراق أعتبرها علامة للتراجع عن السفر؟ أم أحاول تصحيح الناقص وحل المشكلة كي أذهب؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف في الطفولة من العواطف الطبيعية عند الأطفال، وبالذات الخوف عند فراق الوالدين، ما يُعرف بخوف الانفصال، خاصة إذا سافر أحد الوالدين، خاصة الوالدة، أو إذا تم إدخالها في المستشفى، فيحدث خوف كبير عند الطفل لفراقها، وعندما ترجع يغضب ويتوتر كيف فارقته وتركته وحيدًا.

إذًا الخوف في الطفولة من الأشياء الطبيعية، ولكن استمرار الخوف بصورة مستمرة بعد أن يكبر الشخص؛ هنا قد يتخذ منحا مرضيًا.

واضح الآن أنك تعانين من مخاوف وسواسية وقلق الانفصال، ما زلت تعانين من هذه الأشياء، ونصيحتي لك ألا تستجيبي لها؛ لأن الاستجابة بالعكس سوف تؤدي إلى تدعيمها وتكرارها، وما هي إلا مخاوف وسواسية ليس إلاَّ، والآن عندك فرصة تاريخية إن شاء الله للتخلص من هذه الأشياء.

توكلي على الله وحاولي العمل على نجاح هذه السفرة من حيث إعطاء الأوراق اللازمة والمتابعة المستمرة، ولا تستسلمي للوسواس، فالاستسلام للوسواس لن يحل المشكلة، بل المرة الأخرى يكون هناك وسواس آخر، والوسواس ينتقل من شيءٍ إلى شيءٍ آخر.

توكلي على الله وأتمي الرحلة واطردي هذه الأفكار بالاسترخاء وبالاستعاذة وبالدعاء وبالصلاة، كل هذه الأشياء - يا أختي الكريمة - مفيدة للقضاء على الوسواس، ودائمًا لن يضرنا إلا ما كتب الله لنا، واعلمي أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك وما أصابك لم يكن ليُخطك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً