الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة لا تساعدني من راتبها وتطلب من راتبي كماليات

السؤال

السلام عليكم

متزوج منذ 9 سنوات، وعندي أولاد، وزوجتي موظفة، ولا تساعدني في أمور المنزل، مع إقراري بأن النفقة عليّ، فالحياة الزوجية مشاركة.

هي لا تساعدني في أمور قليلة، فصارحتها بعد 5 سنوات من الزواج، وقلت لها: كرماً وليس كرهاً عن المساعدة في أمور محددة، مثل دفع راتب الخدامة مناصفة بيني وبينها، أو بمساعدتي بمبلغ للسفر للسياحة، فوافقت ولكن بدون نفس؛ لأنها تقول أكثر من مرة، أنا غير ملزمة بهذه الأمور، ماذا أفعل؟ فأكثر راتبها يذهب إلي أَهلها، ولا أمانع في ذلك، فهي حرة في راتبها، ولكن في حدود المعقول، فهي كثيرة الطلب عليّ بالأمور الكمالية والبذخ.

إذا طلبت مني أموراً كمالية وليس ضرورية ولم أستجب لها، تقول عني إني بخيل، وإن المال لا يطلع إلا بالتحقيق والنقاش، فوالله إني كريم معها، وكثير من الأحيان أعطيها بطاقة البنك للتسوق، فإذا رفضت لها طلب (أمور كمالية وليس ضرورية) تقول عني كلاماً يستفزني كثيراً، ويقهرني ويجعلني أكره الجلوس في البيت، وأفكر جدياً في الطلاق، لأن الذي تفعله إنكار للعشير!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا؛ ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه.

ما ذكرت من المشكلة يمكن أن نشير عليك بالآتي:

يظهر أن لديك معرفة جيدة بالحقوق الزوجية؛ بما أنك تقر بالنفقة؛ ولا تقصر فيها؛ ولديك طول بال مع امرأتك؛ وهذا مما يساعد في إيجاد حلٍ للمشكلة.

راتب المرأة لها وتنفقه حيث شاءت؛ وبما أن زوجها ينفق عليها؛ وقد سمح لها بالعمل؛ ولا يأخذ من راتبها شيئاً؛ فيفضل عقلاً وشرعاً أن الزوجة تساعده في أعباء الحياة؛ وخاصة في أمورها الكمالية؛ أو جزء من راتب الخادمة؛ لأن الحاجة للخادمة غالباً يكون بسبب انشغال الزوجة خارج المنزل، فلهذا لو يتم التفاهم بينك وبين زوجتك على ذلك؛ ولا ينبغي لها أن تمتنع عن المشاركة في النفقة.

كلام زوجتك عنك بأنك بخيل لعلها قالت ذلك في حالة غضب؛ فيرجى أن تنبهها بلطف على أن لا تكرر هذه الألفاظ.

أرجو أن لا يُكبّر الشيطان الرجيم الخلاف بينكما فيتهم بتفريق الأسرة على أمر يسير؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)! رواه مسلم، فالتفاهم وسيلة فاعلة لتجاوز الخلاف بين الزوجين.

أرجو أن تلغي فكرة الطلاق من رأسك؛ فأنت لست بحاجة إلى المال، فقد أغناك الله من فضله؛ والطلاق من أجل المال وراتب الزوجة ليس سبباً مقنعاً لشتات الأسرة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رضوان الروق

    انه المفترض من نصفك الثاني مساعدتك
    لكن الله يعينك وحاول تزال فكرة الطلاق من راسك وبالتوفيق للاحسن باذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً