الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبت على زوجي وضميري يؤنبني فهل أصارحه؟

السؤال

السلام عليكم

متزوجة منذ سنة، ويؤنبني ضميري كثيرا؛ لأنني كذبت على زوجي كي يتزوجني، والله وحده أعلم بأن الندم ينتابني عندما أحدق في عينيه.

تعرفت عليه منذ 7 سنوات قبل زواجنا، وكانت علاقتنا في الحرام مع العلم أنني أنا من توجهت إلى إحدى جاراته لأخذ رقم هاتفه، فكلمته وتعرفت عليه، ولكن من خجلي كذبت عليه وقلت بأن جارته هي من أعطتني الرقم لأنها أرادت أن توقعني في المشاكل معه، ولكن تطورت علاقتنا من الصداقة إلى الحب، وصرنا نتقابل خفية، وأرجو أن يسامحنا الله على ما فعلناه.

مرت السنوات وفي يوم من الأيام قرر أن ينفصل عني بدون سبب، وقد كنت لطخت سمعتي وسمعة والدي بسببه، وتآمرت مع أمي ضده، فكلمته على أساس أنها سمعت أني على علاقة به، وضربتني وستفصلني من الكلية بسببه، مع العلم أن كل هذا كذب، والهدف منه أن يتقدم لخطبتي، قال لأمي بأن نيته حسنة، وأنه ينوي الزواج بي، فوبخته أمي وقالت له: بنات الناس ليسوا بلعبة، فكلم أمه وقبلت، ثم ترك دراسته وبحث عن عمل، وما إن وجد عملا تقدم المسكين لخطبتي، وهو لا يعلم أنني أنا من خططت لكل هذا مع أمي.

تزوجنا منذ سنة -والحمد لله- ويقول لي: أنه يحبني، ولكن دائما أشك في حبه لأنني في داخلي أحس أن زواجه مني كان رغما عنه، فهل أصارحه بأن زواجي منه كانت مكيدة دبرتها له أنا وأمي -وليسامحنا الله- أم لا أخبره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lamia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وبما أنك تعرفين الخطأ الذي وقعتِ فيه فيمكن أن نشير عليك بما يلي:

- ذكرتِ بأن ضميرك يؤنبك من الكذب على الزوج، وكان الواجب أن يؤنبك ضميرك على الوقوع في الحرام مما ذكرتِ وهذا أولى، والمهم أن تأنيب الضمير أول خطوة في الطريق الصحيح للتوبة من كل ما حصل منك، فعليكِ بالتوبة الصادقة وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.

- لا تذكري ما حصل لأي أحد من الناس، فالستر نعمة عظيمة، وواجب على الإنسان ستر نفسه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)) متفق عليه.

- لا يلزم شرعا ولا عقلا أن تخبري زوجك بما فعلتِ معه، وليس في إخباره أي مصلحة، بل إنه إذا علم قد يغضب منك، ويحصل الخلاف بينك وبينه، وينزع الثقة منك، ويصبح يشك في تصرفاتك وأنك تكذبين عليه، ثم قد يفكر في الطلاق ثم تصبحين بلا زوج.

-وهذ التأنيب بما حدث منك مع أنه حق، لكن الشيطان يستغله من أجل إحداث انحراف في الأسرة، لأنه وسوس لك بأن تفكري في إخبار الزوج بهذا الكذب، وهذا فيه إفساد للعلاقة الزوجية.

- احمدي الله على ما أنت فيه من الخير، والزواج، والستر، وأكثري من الأعمال الصالحة، ولا تفكري في الأمر، وإذا طرأ عليك فاستعيذي بالله منه.

- المرأة -جارتك - التي كذبت عليها استغفري لها كثيرا؛ حتى يعفو الله عنك ما كان من الكذب عليها.

- إذا حدث أن الزوج علم - لا قدر الله - بما كان من الكذب كوني صريحة معه، وطالبيه بالتوبة كما تطالبين نفسك بها لأنكم بدأتم العلاقة بطريقة غير شرعية، وإن كان قد صححتم ما حدث منكم بالزواج الشرعي -والحمد لله-.

وفقكم الله لمرضاته، وأصلح شأنك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا soiso

    ربي يغفر لكي اختي الكريمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً