الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف بعد نوبة هلع جاءتني بعد النوم

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 31 سنة، أشتكي من قلق زائد وخوف، بدأت وأنا نائمة منذ 5 سنين استيقظت على نوبة هلع، لا أستطيع التنفس، والشعور أني سأموت، وكنت وقتها حاملاً في الشهر الثالث.

كانت شهور الحمل من أسوأ أيام حياتي لأني أخاف من أن أنام كي لا تتكرر نوبة الهلع، واكتأبت جداً، وفاجأني شعور بخوف مستمر.

علماً أني كنت شجاعة جداً، ولا أخشي أي شيء، وكنت أشعر نفسي في حال، لم أستطع تشخيص هذه الحالة إلى أن ولدت ابني ثم ذهبت إلى دكتور نفسي أعطاني سيروكسات، ارتحت جداً، ورجعت إلى طبيعتي، وبعد شهور قليلة قررت أن أوقفه بدون استشارة الطبيب لجهلي بتلك الأشياء.

استمرت الأمور جميلة خلال 11 شهراً ثم بدأت نوبات القلق تأتي والخوف، لكن أقل حدة من المرة الأولى، فبدأت آخذ السيروكسات 12.5مجم مرة ثانية بدون استشارة الطبيب إلى أن علمت أني حامل، ولا أستطيع أخذه، فتوقفت عنه بعد شهور، وأنا فى خلال الأشهر الأولى للحمل.

بدأت تأتي الأعراض مرة أخرى، وليست مثل المرة الأولى، بل أقل، وأخاف من أن أنام وعندي الشعور القوي بالخوف، والأفكار السيئة، ذهبت إلى طبيبة جديدة قالت: إني لا أستطيع أخذ أي أدوية في الثلاثة الشهور الأولى من الحمل، وبعد ذلك أعطتني دوجماتيل 50 مرتين يومياً فقط، وبدأت حالتي في التحسن بنسبة 50٪‏ فقط.

بعد 4 شهور زادت أعراض الخوف وبالذات خوفي من النوم وقيادة السيارة، والخروج وحيدة، إلى أن ولدت ابني الثاني منذ شهرين، وأعطتني الدكتورة بوسبار 15مجم يومياً، لأني لا أرضعه، بالإضافة إلى الدوجماتيل حسن من حالتي بنسبة 70٪‏، فتكلمت معها أني أريد أخذ دواء يحسن من حالتي بنسبة أحسن، فقالت لي على سيمبالتا 30مجم لكني مترددة جداً، وخائفة أن آخذه لكثرة آثاره الجانبية.

أرجو منكم المشورة، وما الدواء المناسب بدون زيادة الوزن؟ لأن وزني زاد 10 كيلو مع السيروكسات، وهل من الممكن أن أشفى؟ لأني تعبت من الشعور أني لست أنا، وأني دائماً خائفة، وأني دائماً لا أستطيع الاعتماد على النفس، كما كنت منذ 5 سنين.

بعض الوقت أبكي لأني حزينة على نفسي، وأتمنى من الله أن أشعر بالتحسن، لأجل أولادي وزوجي وبيتي ونفسي، فهل الرياضة تعالج هذا الإحساس؟ وهل هذا مرض؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

النوبة الأولى التي حدثت لك منذ 5 سنوات وحين الاستيقاظ من النوم هي نوبة فزع وهرع، وكنت أنت بمعالجة الأمر بصورة صحيحة جداً، وهذه النوبات ليس من الضروري أن تتكرر لكن في بعض الأحيان قد تكرر، وقد تأتي النوبات أشد لكن في الغالب تكون أقل كثيراً من النوبة الأولى، هذا هو التاريخ الطبيعي لهذه الحالات.

عقار الزيروكسات يعتبر من الأدوية الجيدة جداً لعلاج هذه الحالة، والزيروكسات يعتبر هو أسلم دواء في أثناء الرضاعة بالنسبة للأم المرضع، هذا الدواء لا يفرز في الحليب، لذا نحن ننصح الأمهات باستعماله إذا كانت هنالك ضرورة للاستعمال، نعم الدواء قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس خاصة الذين لديهم الاستعداد للوزن.

لذا نحن نقول: إن التحوط الغذائي وممارسة الرياضة تعتبر ضروريات في هذه الحالة، ويلاحظ أن زيادة الوزن تكون في الأربعة أشهر الأولى، بعدها تتوقف هذه الزيادة، فإن كنت مرضعاً فأنا أرى أن الزيروكسات سيكون هو الأنسب، حتى وإن أدى إلى زيادة في الوزن، وهذه كما ذكرت لك يمكنك التخلص منها من خلال ممارسة الرياضة، وكذلك التحكم في الطعام الذي تتناولينه، وعدد السعرات الحرارية هذا ضروري.

الدواء الآخر الذي يمكن أن يكون جيداً ولا يزيد الوزن هو البروزاك، والذي يعرف باسم فلوكستين، هو بطيء نسبياً، ولكنه فعال وممتاز جداً، ولا يزيد الوزن، لكن الجرعة أن تصل إلى 40 مليجرام في اليوم، أي كبسولتين، وتكون بداية العلاج كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ويفضل تناولها بعد الأكل، بعد ذلك يمكن أن ترفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر ثم تخفض إلى كبسولة في اليوم لمدة عام ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

هذا من ناحية الأدوية، أما من ناحية الرياضة فهي ممتازة وفعالة، وقطعاً ستساعدك في تخفيف الوزن، وكذلك تحسن من مستوى صحتك النفسية، بجانب الرياضة تعتبر التمارين الاسترخائية مهمة جداً، فيمكنك أن تطلعي على أحد البرامج الواردة في الإنترنت برامج الاسترخاء وهي كثيرة، وتحاولي أن تطبقي هذه التمارين حسب ما هو موصوف، وإن شاء الله تعالى ستستفيدين منها كثيراً.

المخاوف عامة تعالج من خلال التجاهل، وأن لا يترك الإنسان مجالاً للفراغ لأي نوع من الفراغ الذهني الزمني، والنوم الليلي المبكر أيضاً مطلوب، وهو يساعد كثيراً في تحسين الصحة النفسية بصفة عامة، وإزالة القلق وقطعاً نوبات الهلع والفزع يلعب القلق فيها دوراً أساسياً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً