الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق وأتوقع الأسوأ لنفسي وعائلتي، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائماً أشعر بالقلق، وأتوقع الأسوأ وأوسوس، فمثلاً إذا سافرت أو حضرت مناسبة أشعر أنه سيحدث شيء سيء، أخاف كثيراً من المستقبل توقعاته وتخيلاته، أخاف على نفسي وعلى عائلتي أن يصيبهم أي مكروه، وأنتظر فقط الخبر السيء، تعبت من كثرة التفكير، وأريد أن أعيش يومي من دون هذا التفكير السيء .

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وجود الوسوسة، والقلق، والمخاوف، والتوقعات السيئة والسلبية والتشاؤمية يكون صفة من صفات الإنسان في بعض الأحيان، أي أنها ميزة أو سمة ارتبطت بالمكونات النفسية للشخصيات وبالمقابل تجد من هو مسترخي ومتفائل وليس له ترددات وسواسية، وله القدرة على ترتيب أموره بصورة جيدة ومنظمة، وبين هذين البعدين النفسيين تجد حالات في الوسط تتسم بشيء من القلق في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى شيء من الوسوسة، وفي أوقات أخرى تكون الشخصية انبساطية، ومرحة، ومسترخية، ومتفائلة.

إذاً نحن لا نتحدث عن مرض نتحدث عن ظواهر، وعن صفات لشخصيات الناس عن أشياء تميز الأبعاد النفسية للناس، والشخصية لها اختباراتها التي تحدد مساراتها وكذلك ومآلاتها، وعمر الإنسان قطعاً يلعب دوراً كبيراً في الصفات والسمات التي تتصف بها شخصيته، والشخصية يمكن أن تتغير ويمكن أن تتطور، فأنصحك بهذه الحالة أن تجعلي لحياتك هدفًا أن تجعلي لحياتك معنى، ووجود الأهداف والمعاني في حياتنا يجعلنا أكثر إيجابية في التفكير، وتجعلنا أقل قلقاً وأقل وسوسة، وذلك لأن توجيه الطاقات القلقية والوسواسية وحتى طاقة المخاوف -هذه طاقات أخرى مطلوبة حين نوجهها من أجل هدف معين-، ستصب في البوتقة الصحيحة، إذاً اجعلي لحياتك هدفًا، وضعي الآليات التي توصلك إلى هدفك.

ثانياً: دائماً استعيني بالله تعالى على قضاء أمورك، والإكثار من الاستغفار، ومن الحمد، فإنها تروض النفوس، وتجعلها أقل قلقاً ووسوسة وتوتراً.

ثالثاً: الفكر السلبي أيًا كان يجب أن يرفضه الإنسان، نستبدله بفكر مخالف وهذا أمر تحت إرادتنا. النقطة الرابعة هي: السعي دائماً نحو بر الوالدين، والعمل لما ينفع الأسرة، وتحسين الصلات النسيجية الاجتماعية؛ فهذه وجدناها أيضاً مفيدة وتزيل أفكار القلق والتوتر وخلافه.

النقطة الأخيرة هي: الانخراط في أي برامج رياضية تناسب الفتاة المسلمة والتطبيقات الاسترخائية، والتأمل الإيجابي هذا يؤدي إلى نفع كبير، فأرجو أن تجعلي مناهجك الحياتية على هذه الطريقة -وإن شاء الله تعالى- تجدين أن القلق والوسوسة والمخاوف التي تسيطر عليك والتوقعات السلبية أصبحت أقل حدة وتم استبدالها بفكر أفضل، وأكثر راحة بالنسبة لك، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً