الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل واحمرار الوجه أحرجني.. ما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2304785)، وكنت قد طلبت استشارتكم فيما يخص ما أعانيه، وهو الخجل الشديد، واحمرار الوجه، وهذا أعاني منه منذ الصغر وأنا في المرحلة الابتدائية، ولكني أريد علاجًا دوائيًا يساعدني للتغلب على ما أعانيه، فأنا لست أعاني من حالة نفسية لكي أذهب إلى طبيب نفسي، فأنا إنسان أحب الحياة، ومخالطة الناس، وأصدقائي، ولكن كل ما يعيقني هو مسألة احمرار الوجه التي تسبب لي الإحراج، وحاولت كثيرًا التغلب عليها من خلال الإهمال والتحقير، ولكن لم أستطع؛ لأنها ليست بيدي، وأرجوك أن تشعر بحالتي، فأنتم قلتم: أن العمل الجراحي خطير، وأنا فهمت هذا، إذن أريد علاجًا دوائيًا يحل مشكلتي، أو على الأقل يقللها بنسب كبيرة، فقد سمعت عن الزيروكسات والأندرال والزولفت، فما أنسبها لي؟

وسمعت عن أدوية كثيرة في هذا الموقع، ولكني محتار، وأريد السماع منكم عن دواء معين؛ حتى أكون مرتاحًا ومطمئنًا، وأريد فقط أن أنوه أن لدي رهابًا ليس من الناس والمناسبات العامة، بقدر ما هو من احمرار الوجه وما يصاحبه من حرج شديد، حتى إن بعض أصدقائي أصبحوا يعيرونني كثيرًا.

وأنا الآن مقبل على مرحلة العمل والتدريب والاختلاط بالناس بعد ما تخرجت من الجامعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحمرار الوجه مرتبط بالخجل الشديد الذي ذكرت أنه يحدث لك منذ صغرك، وهو مشكلة نفسية وليست مشكلة عضوية، ولم أقل أنه مرض نفسي، ولكنه مشكلة نفسية، وليست عضوية، وقد أصبح سمة من سمات شخصيتك، ملازمًا لك، وأثَّر على علاقاتك ونجاحاتك بصورة كبيرة، وعليه فأنت تحتاج إلى علاج، والعلاج ليس علاجًا دوائيًا فقط، بل علاج نفسي سلوكي -كما ذكرتُ لك في الاستشارة السابقة-، ويتطلب الذهاب إلى معالج نفسي، المعالج النفسي غير الطبيب النفسي، المعالج النفسي يساعدك في اكتساب مهارات معينة؛ للتغلب على الخجل، وإذا تغلبت على الخجل -فإن شاء الله- يذهب احمرار الوجه تدريجيًا.

نعم، هناك بعض الأدوية قد تُساعد، ولكنها ليست علاجًا مباشرًا لاحمرار الوجه والخجل، ويمكن أن يكون أنسبها هنا الـ (زولفت Zoloft)، أو ما يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، خذ نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- لمدة أسبوع بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر في تناولها لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، مع العلاج النفسي، والعلاج النفسي مهم جدًّا للتغلب على الخجل، العلاج النفسي زائد الزولفت -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرًا، ويمكنك بعد ذلك التوقف عن الزولفت بعد أن تعود حياتك طبيعية، وتتغلب على هذا الخجل، وتتغلب على احمرار الوجه، وبعد ذلك الزولفت يمكنك أن تتوقف عن تناوله بالتدرُّج، أي: تُخفض نصف الجرعة كل أسبوع، وتحتاج إلى شهرٍ كاملٍ للتخلص منه.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً