الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكاري السلبية تحطمني ولا أستطيع التحكم بها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في المرحلة الثانوية، وما حدث لي أنني أصبحت لا أستطيع التحكم في أفكاري السلبية أبدًا قد يكون شيئًا تافها جدا حدث لي لكن الفكرة تكبر في رأسي، وتسيطر علي، وإذا انتهيت منها تأتيني فكرة أخرى مزعجة، وهكذا إلى ما لا نهاية، وأتتني هذه الحالة قبل 6 سنوات، أصبحت درجاتي الدراسية متدنية جدًا، وأصبحت محتقرًا لنفسي جدًا، لا أدري ماذا أفعل؟

أصبحت حياتي جحيما لأسباب تافهة، وهل لهذا علاقة؛ لأني في سن المراهقة أم له علاقة بالوراثة أم أنه عين وحسد؟

الله يوفق من يساعدني ويسعده -الحمد لله- على كل حال، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، أيها الفاضل الكريم من الناحية السلوكية الإنسان منظومة واحدة، والأمور مرتبطة ببعضها البعض، أي الذي يفكر سلبياً سوف تكون أفعاله سلبية سوف تكون مشاعره سلبية، وهذا قطعاً يؤدي إلى الفشل، والإنسان يستطيع أن يغير فكره، ويستطيع أن يغير مشاعره إذا كان لديه القناعة والإصرار على ذلك.

وأنت تحدثت عن ما ينتابك من فكر سلبي، ومن صعوبات دراسية وهكذا، هذا الأمر لا أعتقد أنه مرتبط بالوراثة أو العين أو السحر أبداً، أقول لك أنت ربما يكون بدأت بمسببات بسيطة جداً، ثم بعد ذلك أتاك التكاسل مع احترامي الشديد لك، واستمرأت الفكر المتهاون والسلبية في حياتك؛ مما أدى إلى هذه التراكمات، أنت مطالب الآن أن تنهض بنفسك، أن تفكر في المستقبل بصورة إيجابية، أن لا ترضى لنفسك الهوان، أن لا ترضى لنفسك الفشل، أن تكون من الذين يجتهدون ويثابرون من أجل النجاح، وأول ما أنصحك به هو الحرص على بر والديك، وبر الوالدين في مثل حالتك سيكون مفتاحاً من مفاتيح النجاح والتوفيق -إن شاء الله تعالى-، وبر الوالدين ليس أقوال فقط إنما هو أفعال وسلوك والتزام.

ويجب أن تعرف أنك مطالب أيضاً بتنظيم وقتك، النوم الليلي المبكر أساس من الأسس الممتازة لتجعل الإنسان يستيقظ مبكراً، ويؤدي صلاته ويفتتح يومه بصورة طيبة ومباركة، وهنا يكون مستوى التركيز ومستوى الإدراك والاستيعاب والاستفادة من المعلومة في أفضل حالته.

أما الذين يسهرون الليل ويصابون بالإجهاد النفسي والفكري والجسدي، قطعاً لا مجال أبداً لحسن الاستيعاب في الصباح مما يعني الفشل، فأنا أريدك أن تأخذ هذه النقطة الأساسية نقطة النوم المبكر، تستيقظ بطاقات ممتازة، وتبدأ يومك الدراسي وبعد ذلك تجعل يومك على نسق تنظيم معين، وقت للراحة، وقت للأكل، وقت للعبادة، وقت للترفيه عن النفس، الرياضة يجب أن يكون لها وجود حقيقي في حياتك هذه الأمور التي أنصحك بها، وهذه الفترة أيضاً من أجل تطوير وتنمية ذاتك لا بد أن تراقب نفسك في صلواتك، الصلاة في وقتها، لا بد أن تكون لديك رفقة وصحبة طيبة.

هذا الذي أقوله لك أعرف أن الكثير من الناس يرددونه، لكن الذين يطبقون ليس على نفس المستوى، فأنا أريدك من الذين يستفيدون من كل كلمة ذكرتها لك، والتغيير يأتي منك أنت، لا أحد يستطيع أن يغيرك، عملية التغيير هي عملية بناء جديد متدرج إلى أن يكتمل هذا البناء، والمسؤولية مسؤولية شخصية ومسؤولية في ذات الوقت قابلة للتطبيق، فاحرص على ما ذكرته لك.

وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً